الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

عن 2012

مقدمة /
طبعا مش منطقى إنى أكتب عن 2012 فى نهاية 2013، فى الحقيقة لقيت دى فى المسودات عندى ، وحسيت إن كفاية عليها كده فى الركنة ، غير نوع من الحنين للشخص اللى كتب الكلام ده ، والشخص اللى اتكتب عنه الكلام ده .



يبدو التقرير النهائى السنوى سخيفا للغاية يا آية ، فكرة مكررة معادة مبتذلة اِصْفَرّت و تهرأت من فرط تداولها ككتاب محبب .. بمناسبة الكتب ، أعتذر عن راوية أحلام مستغانمى التى ضيعتها لك - أكانت ذاكرة الجسد أم فوضى الحواس؟

كان عاما صعبا للغاية ، أليس كذلك ؟ ولكن هكذا قلنا عن العام الماضى والذى سبقه ، يبدو ان الحياة لن تصبح أكثر سهولة بأى حال من الأحوال ..العالم يتجه للنهاية بثقة ، و نحن نشيخ يا آية .. نحن نشيخ حقا .. لا تحدقى فى أعوامى الأربع وعشرين ساخرة من مفهومى عن الشيخوخة وتطلقى سبة بذيئة ، فأنت بهم أعلم من الجميع ، وأنت ب2012 اعلم من الجميع .. وأنت بى أعلم من الجميع ..
سأغفر ل 2012 الكثير من البكاء ، الكثير من الندم و الكثير من الحماقات ، سأغفر له الكثير من النضال من أجل أشياء لم تكن بالضرورة تستحق كل هذا العناء ، سأغفر له كل شىء يا آية ، ما من جدوى للوم العام المسكين على أخطائنا ، ولا من جدوى للوم أنفسنا ، لنتصرف كراشدين و نمض قدما إذا ، هلا فعلنا ؟ فأنت تعلمين أن الله لن يسامحنا حتى نسامح أنفسنا ، ونتصالح معها بما يكفى لطلب المغفرة ..
يكفينى من 2012 أننى قابلتك فى بدايته ، يكفينى كل ما عايشناه معا ، يكفينى الكثير من الضحك والنكات ، يكفينى الكثير من البكاء والسباب ، تكفينى قسوتك فى أوقات كنت فيها بحاجة لمن يقسو علىّ كى أنضج ، ويكفينى حنانك فى كل الأوقات الأخرى .. من 2012 تكفينى أنت يا آية .. تكفينى تماما ..
يكفينى منه زفافك يا عزيزتى ليذكرنى بقدرتى على البكاء فرحا إذا ما استطعت لذلك سبيلا ، وقدرتى على الفرح رقصا إذا ما اتضح السبيل ، تكفينى علب الجبن الأبيض وأكياس الشيبسى ب "المش" والخبز وساندوتشات الفول والطعمية ، وأنهار من النسكافيه جرت بيننا وتحتنا ومن حولنا ولوثت كل شىء .. يكفينى تداخلنا معا كغرز كروشيه محكمة النسيج .. حبا بالله يكفينا الكروشيه فحسب :)
لم يكن الأمر بهذا السوء يا آية ، أعلم هذا جيدا ، وأنا ممتنة للحظات سعيدة وللحظات أقل سعادة على حد سواء ، ليست هذه إحدى نوبات التصالح مع العالم يا آية ، ولم أعد ممن يتبنون مبدأ " أن الحياة جميلة والبشر رائعون ولسة اللى جاى أحلى " .. هكذا كنا ذات يوم بعيد اما الآن ، فلم يعد هناك فارقا كبيرا .. تعرفين المقولة الأمريكية البذيئة ، أن " الحياة عاهرة وبعدها الموت " .. هؤلاء القوم يعون جيدا ما يتحدثون عنه . لم يعد الأمر مهما للدرجة ، ولم تعد الحياة تستحق تبنى موقفا محددا ..
عاما سعيدا على أى حال .