الأحد، 10 أغسطس 2014

انفصال



أنا بخير طالما كنت في المكتب أو على المقهى أو لدى أحد الأصدقاء، ولكن لسبب ما أضحت الطرق الطويلة تثير لدي رغبة في البكاء، أسيطر عليها حتى تضمني جدران غرفتي فتسيطر عليّ .. أتأمل العبارات على الجدران وأبكي، أربت عنق القطة وأبكي، أدخِّن وأبكي، أستمع إلى الموسيقى وأبكي، أشكو بثي وحزني لأحمد وأبكي.
حتى السهرات المعتادة صارت عبئا..التجمعات الكبيرة، الأغنيات، الهاتف، الاستيقاظ من النوم والعودة إلى النوم وأعمال البيت والذهاب والعودة والقرارت اليومية الصغيرة التي يجب اتخاذها كل لحظة.. كيف يمكن لوزن هذا كلّه أن يتضاعف خلال يومين لا أكثر؟
أنا لا أريد أن "أحيا" هذه الأيام. لا رغبة لديّ ولا طاقة والموضوع يبدو لسبب ما أصعب مما ينبغي. منذ متى أصبح البقاء مرهقا إلى هذا الحد؟
أنا "زعلانة" منك.. قلت لك هذا من قبل وأكرره.. أنت لا تفهم ما تعنيه "زعلانة" .. لست حزينة أو غاضبة، هو شىء مثل الأسيد ينخر قلبي تجاهك، لا أجد له اسما إلا "زع ل". حاد مخترق كأزيز الزاي في بداية الكلمة ، موجع كتردد صوت العين في جنبات الصدر، عاجز تماما مثل سكون اللام في نهاية الكلمة.
أنا زعلانةُُ جدا منك يا يوسف.
كل دا كان ليه؟