الأحد، 28 أبريل 2013

اسكندرية وكفى بها نعمة

سجل يا تاريخ
إنه فى يوم السبت الموافق 27-4-2013
كانت زيارتى الأولى لاسكندرية ..



أول ما عدينا البوابات اللى أصريت إنى أصور كلمة اسكندرية اللى اتكتبت عليها ، كنت محتاجة حضن ..
أمانى كانت أكتر واحدة فاهمة طبيعة "التجربة الأولى" وكانت الوحيدة اللى مش بتتريق ، على إن فى انسانة طبيعية عندها 25 سنه إلا حاجة بسيطة ، لسة بتزور اسكندرية لأول مرة فى حياتها النهارده ..

كان فى سؤال غبى بعدها طبعا : هو فين البحر؟
مش هحكى عن التريقة ، بس اللى اتقالى اننا فى العامرية و ان البحر نشوفه كمان نص ساعة كده ..
كنت عايزة أصور كل حاجة .. أمانى قامت بالواجب طبعا  مع ان هذا لم يمنعنى من بعض الصور بكاميرا الموبايل التعبانة نوعا ،
بعد شويه حويت قاللى شايفة البحر؟
بصيت قدامى ، لقيته ..
بحر اسكندرية ..

لحظة ما شفت البحر اتأكدت إن ليا جذور سكندرية ، برغم أبويا القاهرى أبا عن جد  لآخر أسلافه ، وأمى الصعيدية أبا عن جد لآخر أسلافها ، حسيت وقتها إن جذورهم مش بالضرورة تكون جذورى ، ممكن تكون الجذور حاجة من ضمن الحاجات اللى بختلف فيها عن أهلى ، أنا بالقطع سكندرية الأصل .. سكندرية الروح و كفى .

مكانش فى كلام كتير مع البحر بس كان فى كلام كتير اتقال قدامه ، وكلام أكتر متقالش ، وكان فى غنا ..
شهقة الموجة الأولى اللى بوظت رجل البنطلون واضطرتنى للتشليح قليلا .. الحفا عالصخر .. الميه .. حالة من البهجة ..
الشاى بلبن على "ساعة لقلبك" عالبحر .. والسندوتشات اللى اتهرينا تريقة بسببها و نفعت فى الآخر ..
الضحك .. الضحك الكتير فشخ بقى ..

لما يحيى جابلنا غزل البنات وكلناه عالبحر ، كان حاجة مش ممكن تتوصف ، يمكنك لو بتميل لتسطيح الأشياء و عدم تحميلها أكثر مما تحتمل ، أن تدعى إن غزل البنات مش ممكن طعمه يختلف من مكان للتانى لأنه فى النهايه " سكر " .. خلصنا ..
ولكن السكر مع ريحة الملح فى الهوا .. بيبقى أحلى .. ومن غير ريحة الملح ، غزل البنات بتاع امبارح كان أحلى غزل بنات كلته فى حياتى ..

العمارات اللى الرطوبة و الملح نحتتها وشققتها واللى شكلها بيوحى إنها " هتقع كمان تلت ساعة بالظبط" على رأى حويت ، كانت جميلة .. المية المدلوقة عالأرض ، برك صغيرة جمب الرصيف كان ليها قدسية ، فقط لأنى كنت بحس انها ممكن تكون ميه مالحة ..

واحنا مروحين مسمحتش لنفسى اتضايق اننا مروحين ، قررت إنى هاجى تانى قريب ، وقررت إنى غالبا هعيش هنا لوحدى فترة لا بأس بها من حياتى .

الخميس، 11 أبريل 2013

غضب

أنا عارفه إن ده رخص و ابتذال ، بس القدر بيلعب معايا نفس اللعبة الرخيصة .

كان منطقى إنى أحس بيك لو بعدت واحنا مع بعض ، إنى أفهمك بمجرد ما أبصلك ، إنى أعرف إنك متضايق من " ألو" .. إنى أعرف لوحدى إن فى واحدة تانية ، وتالته .. كل ده قد يبدو - فى ظروف استثنائية زى ظروف علاقتنا - لائق و منطقى ..
لكن إن الرابط ده يفضل لحد دلوقتى وبعد كل ده ؟ وإن قلبى يفضل ياكلنى عليك لحد دلوقتى؟ وإن لحد النهارده إحساسى بيك ميخونيش لحظة ؟ ده بقى الرخص بعينه ..


عزيزى ربنا ، كفاية بقى ..
انت وضحت الأمر وضوح الشمس ، اللى انت عايزه - واللى انت عايزه بس - هو اللى بيكون .. مش محتاج تثبتها أكتر من كده ، ومش محتاج تعاقبنى أكتر من كده .
كفاية .. متبسطهاش أكتر من كده ..

الجمعة، 5 أبريل 2013

دائرى السلام - كل هذا القبح


فى الرحلة اللانهائية من مصر الجديدة - حيث أسكن - إلى القرية الذكية - حيث أعمل - يصادف أحيانا ونسلك دائرى السلام ..
وبالرغم من أن الطريق معروف بالنسبة إلى ، وأنه كان طريقى شبه اليومى على مدى ثمانية أشهر هى المدة التى قضيتها فى عملى الحالى ، إلا أننى لم ألاحظ الأمر سوى اليوم ..
كل هذا القبح ..
كل هذه البنايات ذات اللون الكالح المائل إلى الإحمرار .. المتفاوتة فى الطول والعرض ، المتباينة التصميم ، والتى لا يوحدها سوى أنها "عالطوب الأحمر " ..
لم أدعى يومى أننى أفهم شيئا فى المعمار ، ولا يمكننى ادعاء أننى أتمتع بحس جمالى مرهف إن كان هذا ما يدور ببالك ، ولكنه قبح لا تخطئه العين .. عشوائية صاخبة تؤرق الناظر وتصيبه بالاكتئاب .. هذا ضجيج بصرى ..
لا يعنينى كثيرا حقيقة كون تلك الأشباح ، تلك المقابر الرأسية ، مرخصة أم لا ، ففى كلتا الحالتين تؤرقنى حقيقة أن هناك " شخص ما " أشرف على إنشاء تلك الكوابيس ، مع علمه التام أن ثمة احتمال أن يسكنها " بشر " ..  هناك شخص ما انهى تعليمه العالى بكلية الهندسية ليشرف على إنشاء " مسوخ " بمثل تلك البشاعه .. ليبدأ فيها آخرون حياتهم ..
أعى تماما أن آخر اهتمامات الحكومة هو الإشراف على الجانب الجمالى من المعمار المدنى وبالخاصة فى مثل تلك المناطق ،   أعى أن سن قانون ليحدد طبيعة المعمار فى المجتمعات السكنية الجديدة ، ليس فقط من حيث استيفاء شروط الأمان والخدمات وخلافة ، بل و من حيث الالتزام بمستوى معين من الجمال ، المطلوب لتنشئة نفوس سوية ، هو عبث يقارب الجنون ..
ولكننى أعول على جيل جديد من المهندسين ، يملك ولو القدر الأدنى من الحس الجمالى ، بل سمها الرحمة إن شئت ، الرفق ،بمن قدر لهم أن يملئوا هذا القبح ضجيجا ..