الجمعة، 5 أبريل 2013

دائرى السلام - كل هذا القبح


فى الرحلة اللانهائية من مصر الجديدة - حيث أسكن - إلى القرية الذكية - حيث أعمل - يصادف أحيانا ونسلك دائرى السلام ..
وبالرغم من أن الطريق معروف بالنسبة إلى ، وأنه كان طريقى شبه اليومى على مدى ثمانية أشهر هى المدة التى قضيتها فى عملى الحالى ، إلا أننى لم ألاحظ الأمر سوى اليوم ..
كل هذا القبح ..
كل هذه البنايات ذات اللون الكالح المائل إلى الإحمرار .. المتفاوتة فى الطول والعرض ، المتباينة التصميم ، والتى لا يوحدها سوى أنها "عالطوب الأحمر " ..
لم أدعى يومى أننى أفهم شيئا فى المعمار ، ولا يمكننى ادعاء أننى أتمتع بحس جمالى مرهف إن كان هذا ما يدور ببالك ، ولكنه قبح لا تخطئه العين .. عشوائية صاخبة تؤرق الناظر وتصيبه بالاكتئاب .. هذا ضجيج بصرى ..
لا يعنينى كثيرا حقيقة كون تلك الأشباح ، تلك المقابر الرأسية ، مرخصة أم لا ، ففى كلتا الحالتين تؤرقنى حقيقة أن هناك " شخص ما " أشرف على إنشاء تلك الكوابيس ، مع علمه التام أن ثمة احتمال أن يسكنها " بشر " ..  هناك شخص ما انهى تعليمه العالى بكلية الهندسية ليشرف على إنشاء " مسوخ " بمثل تلك البشاعه .. ليبدأ فيها آخرون حياتهم ..
أعى تماما أن آخر اهتمامات الحكومة هو الإشراف على الجانب الجمالى من المعمار المدنى وبالخاصة فى مثل تلك المناطق ،   أعى أن سن قانون ليحدد طبيعة المعمار فى المجتمعات السكنية الجديدة ، ليس فقط من حيث استيفاء شروط الأمان والخدمات وخلافة ، بل و من حيث الالتزام بمستوى معين من الجمال ، المطلوب لتنشئة نفوس سوية ، هو عبث يقارب الجنون ..
ولكننى أعول على جيل جديد من المهندسين ، يملك ولو القدر الأدنى من الحس الجمالى ، بل سمها الرحمة إن شئت ، الرفق ،بمن قدر لهم أن يملئوا هذا القبح ضجيجا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قول ما بدالك