المقال ده بصفته مقال فيمينيزمى النزعة ، كان مفترض فيه إنى أهرى شوية فى كون المرأة نص المجتمع و أم و أخت و مراة خال وبنت عم ، و اتكلم شوية عن حقوق المرأة فى الدول المتقدمة والمجتمعات المتحضرة ، وبعدين أجيب كام نموذج يقطّع القلب عن الخراء الإنسانى اللى المرأة فى مجتمعنا الحبيب الغريب شارباه من كيعانها ، وأحسبن شوية عالرجالة وأمشى .
فاكس .
المشكلة فينا إحنا من الأساس كستات
مش الكلام الفارغ بتاع أصل لبسك أصل مواعيدك أصل الحتت اللى بتروحيها ، أصلكو كائن ضعيف رقيق ، أو ناقصات عقل ودين ، أو عاطفيات سهل التلاعب بيكو .. كل دا هرى ذكورى قذر ،
إحنا السبب فى تكوين رجالة على هذا القدر من التخلف و الحيوانية ، وبالتالى تكوين مجتمعات مظلمة ومكبوته زى مجتمعنا الجميل ، ويا سبحان الله فى الآخر بنكون إحنا المتضررين من هذا الكبت وهذا الظلام أكتر من أى حد تانى .
لو مشينا شوية فى حلقة الغباء المفرغة اللى المجتمع بيدور فيها ، هنلاقيها بتبدأ بواحد وواحدة بيتجوزوا ، الذكر ، محمّلا بإرث ضخم من التخلف و الهمجية بيبدأ يقمع مراته فى إطار رباط الزواج المقدّس ، مش هتكلم عن أشكال القهر بالتفصيل عشان مفتكرش فى حد مش واخد باله منها ، بس ممكن نذكر القهر الجنسى باسم الواجبات الزوجية على سبيل المثال لا الحصر ، والست فى أفضل الحالات بتبدأ تتمرد على القهر ده ، وتحارب لحد ما تستقر نسبة القهر بين 55% - 65% من النسبة الأصلية اللى ابتدوا بيها حياتهم ، وبعدين يجى الليفل اللى بعد كده : يالا نخلف عيّل .
العيّل بيتربى فى هذه البيئة المريضة على إن قهر الذكر للأنثى طبيعى، الخلاف عالنسبة والمسمى .. بتقهرها بصفتك إيه ؟ وصفتك دى تديك سلطة قهر بنسبة كام فى الميّة ؟ يفضل الواد من دول تشيله الحياة وتهبده لحد ما يكوّن نسبته الخاصة ، ويبدأ يجرّب مدى ملاءمتها على الإناث فى محيطه، ومفيش مانع من ممارسة القهر ده على أمه نفسها لو الأوضاع العائلية تسمح ، وده لحد ما يلاقى بنت الحلال اللى هيبدأ معاها دورة القهر من جديد .
طيب .
بسم الله الرحمن الرحيم كده معلومة تهمّك : الرجالة مبتربيش عيال ، الرجالة بتتفرج من بعيد ، الستات هى اللى بتربى ، وهى اللى بتحط حجر الأساس فى تكوين شخصية بنى آدم ممكن يطلع كويس وممكن يطلع حيوان ، إحنا كستات بنكون المحطة الأولى فى رحلة الإدارك اللى هتشكل فى نهاية المطاف مجموعة القناعات اللى هتنظم سلوك الأفراد ..
وغالبا ، إحنا كستات ، محملين بحصتنا من هذا الخراء اللامتناهى ، ومستسلمين تماما لفكرة إن ده قد يكون السياق الطبيعى لسير الأمور ، بنعيد تدوير الخراء ، بزرع نفس القيم اللى احنا عانينا منها جوّه ولادنا الذكور والإناث على السواء .. بنربى الولد على إن قهر أخته حق مشروع وإن نسبة رجولته تتناسب طرديا مع مقدار سيطرته عليها و تحكمه فيها ، وبنربى البنت على إن عيب، ده أخوكى الراجل ولازم تتقبل منّه كل الترهات دى ، حتى لو انتى دماغك توزن دماغ عشرتلاف واحد من عينته ، حتى لو انت الكبيرة ، حتى لو إنت الصح ، ده راجل .. والرجالة خُلِقوا لِيُطاعوا .
الأدهى إن الموضوع بيمتد ليشمل تدخلنا إحنا - كأمّهات - فى اختيار شريكات حياة ولادنا ، بحيث يصبح كون العروسة " غلبانة و منكسرة " واحد من المعايير اللازم توافرها لمباركة الجوازة - بل وأحيانا لإتمامها من الأساس .
إحنا - كستات - بنرفض أى كيان بيحاول يتمرد على منظومة القهر دى ، أو يهرب منها، والحاجات اللى كنا بنتضايق إن اخواتنا الولاد بيعملوها معانا باسم سلطتهم الذكورية المُدعاة ، هى هى نفس الحاجات اللى بنشجع ولادنا على ممارستها ضد بناتنا ، والحاجت اللى كانت قارفانا من إجوازنا ومازالت ، هى هى نفس الحاجات اللى مش هنسمحلهم يتجوزوا واحدة ممكن ترفضها أو تتمرد عليها .
والنتيجة؟
بعد أجيال وأجيال من تناقل موروث التخلّف ده ، أصبح تغيير فكر المجتمع محتاج معجزة ، معجزة تغير تفكير المرأة واستيعابها لنفسها و حقوقها فى البداية ، ومن ثم تغيير - قل نسف - المعتقدات الذكورية العقيمة اللى مسيطرة على واقعنا .
XY : الترميز الجينى للذكور ، فى مقابل XX للإناث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قول ما بدالك