" كلّما نظر الأوغاد بعيدا، اسرقي من حديقتهم ورده
أنت طيّبة كوردة بيضاء
وهذه الوردات الطيّبات أزرعها من أجلك فقط "
قال البستاني العجوز بيديه المرتعشتين و عينه الوحيده النصف مغلقة
ودون كلمته واحدة
********
كنت أشعر بها تَخِزني في كتفي منذ أيام،
كنت أظنها شوكة صغيرة
ولكنّي حين انتزعتها بعد عناء وجدتها شعرة غريبة الشكل ، أقرب ما تكون لريشة سوداء صغيرة
" لقد نبتت لي أجنحة يا يوسف "
قلت له، ولكنّه لم يصدقني
كيف يفعل و قد انتزع من كتفي الآخر للتو شوكة أخرى صغيرة لا تشبه الريشة كثيرا؟
يا يوسف
انت لا ترى
كيف ترعبني قصة الباليرينا الساذجة التي حوّلها الغضب لبجعة سوداء، وقتلها
لا ترى
كيف ترعبني ريشاتي السوداء التي لم تنبت بعد
****
" تغمغين كثيرا أثناء نومك وتنتفضين بقوة أحيانا "
يقول يوسف في الصباح
" وماذا أقول؟ " أسأله
" أشياء ليست مفهومة تماما .. أنتِ بخير يا حُلوة؟"
" نعم" أجيب " ربما عاودني حلم الغرق من آن لآخر
بعد أن تحققت رؤيا العراك والهرب
وربما وبّختني أمي على ثيابي المبعثرة بطول الغرفة وعرضها
في حلم آخر
ولكني بخير حقا "