فى اللحظة الأخيرة ، وبينما كان نوح منهمكا فى أن يجمع من كل زوجين اثنين ،
وبينما كانت القرية الظالم أهلها غارقة حتى أذنيها فى تبادل الاتهامات والاستعداد للطوفان ،
كانت هى تذرع كوخها جيئة وذهابا ،
سيرحل أهلها عما قريب فيمن سيرحل مع سفينة النجاة ،
وسترحل معهم ،
وسيبقى هو هنا ..
آه يا يام العنيد
لا بأس من محاولة أخيرة ..
تسللت من الكوخ مستغلة فوضى استعدادات الرحيل ،
وباتجاه البيت الذى غادره صاحبه منذ الصباح ليستعد لنهاية العالم ، سارت بخطى متعثرة
طرقت الباب ، مرت لحظات ، وفتح الوجه المرهق
- كنعان
- نعم
قالها بجفاء وأولاها ظهره ومضى إلى الداخل ، كانت تعلم أنه باق ، وكانت تعلم أنه يرى فى مغادرتها خيانة ، خيانة له و خيانة لشكوكهما المشتركة ، وكانت ترى فى بقائه خيانة للحياة ذاتها ..
- انت لسه مصمم متجيش معانا؟
- وانتى لسة مصممة تعيشى دور المؤمنة وتريحى عقلك من الأسئلة وتركبى سفينة النجاة؟
راعها صدقه .. صمتت وأطرقت ..
- انت مش فاهم ، ادينى فرصة اشرحلك ، انت ممكن تاخد شكوكك معاك عالمركب ، ممكن تاخد أسئلتك و حيرتك معاك على ضهر المركب و تيجى معانا ، ولما نرسى ندور عالإجابات سوا .. لكن ، كده أسئلتك هتغرقك ، ومش هتلاقى فى ضلمة البحر ولا فى ضلمة الموت إجابات .
- والمطلوب إيه دلوقتى؟ أقول آمنت؟ أكفر بعقلى عشان أعيش؟ وبعد ماعيش؟
صمتت ..
- ما تردى؟ لما أديكو عقلى وأقول آمنت بحاجة انا مش مصدقها، مش كده أبقى اديتكو حياتى تعيشوها بدالى؟ تفرق فى إيه ضلمة البحر عن ضلمة الموت عن ضلمة الجهل؟ ولا حاجة .
فى استعطاف قالت
- كنعان ، يمكن أنا مش أحسن واحدة تقنعك ، بس مفيش وقت للأسئلة .. مفيش عمر للأسئلة ، ممكن تيجى معانا دلوقت وبعد الطوفان تقعد مع أبوك و تسأله فى كل اللى محيرك .. ولو مجاوبكش ، يا سيدى ابقى انتحر !
- انا مش عايز انتحر ، الموت مش الغاية .. الغاية الحياة ، حياتى أنا مش حياتكو انتو .. والموت اللى عايزانى أهرب منه للسفينة ، يجوز يكون مستنينى أول مانزل ، وساعتها هكون خسرت نفسى .. روحى انتى مع أهلى و أهلك .. ريحى بالك من أسئلتى الكتير .. سلمى أمرك لله .. سلمى عقلك لله .. وسيبينى هنا ، أنا هفكر ، مين عارف؟ يمكن ربنا يقدر إنى عايز أجيله بالطريقة الصعبة ومغرقش ، ونتقابل بعد كام سنة من النهارده ، وتكونى انتى زى مانتى على شكوكك ، وأكون أنا آمنت ، ويكون أبويا اللى نجى من الموت النهارده ، مات ، وساعتها هشرحلك الايمان زى ما لقيته.
كانت تعلم أن فرصة نجاحها فى اقناعه تماثل فرص نجاته من الطوفان ضعفا ..
- كنعان..
- اسمعى ، عقلى لو خنته و جيت معاكو ، لو جيت أشغله بعد كده مش هيشتغل .. أنا مش جاى معاكو .. أنا هطلع الجبل ، عشان أشوف الطوفان من فوق .. وأشوف الدنيا كلها من فوق ، زى ما الرب شايفها ، يمكن هناك أقرب للحقيقة .. يمكن هناك أفهم ..
لملمت حججها الواهية ، وألقت نظرة أخيرة على من سيلقمه البحر بعد قليل ، ودارت عينها فى الدار لتستقر على التنور ، هنا بدأ كل شىء ، هنا أصدر الرب قراره بهلاكه.. بهلاك الجميع ، ربما ، يستحق أحدهم فرصة ثانية ، ربما استحق كنعان مزيدا من الوقت ، فقط لو المزيد من الوقت ..
وبينما كانت القرية الظالم أهلها غارقة حتى أذنيها فى تبادل الاتهامات والاستعداد للطوفان ،
كانت هى تذرع كوخها جيئة وذهابا ،
سيرحل أهلها عما قريب فيمن سيرحل مع سفينة النجاة ،
وسترحل معهم ،
وسيبقى هو هنا ..
آه يا يام العنيد
لا بأس من محاولة أخيرة ..
تسللت من الكوخ مستغلة فوضى استعدادات الرحيل ،
وباتجاه البيت الذى غادره صاحبه منذ الصباح ليستعد لنهاية العالم ، سارت بخطى متعثرة
طرقت الباب ، مرت لحظات ، وفتح الوجه المرهق
- كنعان
- نعم
قالها بجفاء وأولاها ظهره ومضى إلى الداخل ، كانت تعلم أنه باق ، وكانت تعلم أنه يرى فى مغادرتها خيانة ، خيانة له و خيانة لشكوكهما المشتركة ، وكانت ترى فى بقائه خيانة للحياة ذاتها ..
- انت لسه مصمم متجيش معانا؟
- وانتى لسة مصممة تعيشى دور المؤمنة وتريحى عقلك من الأسئلة وتركبى سفينة النجاة؟
راعها صدقه .. صمتت وأطرقت ..
- انت مش فاهم ، ادينى فرصة اشرحلك ، انت ممكن تاخد شكوكك معاك عالمركب ، ممكن تاخد أسئلتك و حيرتك معاك على ضهر المركب و تيجى معانا ، ولما نرسى ندور عالإجابات سوا .. لكن ، كده أسئلتك هتغرقك ، ومش هتلاقى فى ضلمة البحر ولا فى ضلمة الموت إجابات .
- والمطلوب إيه دلوقتى؟ أقول آمنت؟ أكفر بعقلى عشان أعيش؟ وبعد ماعيش؟
صمتت ..
- ما تردى؟ لما أديكو عقلى وأقول آمنت بحاجة انا مش مصدقها، مش كده أبقى اديتكو حياتى تعيشوها بدالى؟ تفرق فى إيه ضلمة البحر عن ضلمة الموت عن ضلمة الجهل؟ ولا حاجة .
فى استعطاف قالت
- كنعان ، يمكن أنا مش أحسن واحدة تقنعك ، بس مفيش وقت للأسئلة .. مفيش عمر للأسئلة ، ممكن تيجى معانا دلوقت وبعد الطوفان تقعد مع أبوك و تسأله فى كل اللى محيرك .. ولو مجاوبكش ، يا سيدى ابقى انتحر !
- انا مش عايز انتحر ، الموت مش الغاية .. الغاية الحياة ، حياتى أنا مش حياتكو انتو .. والموت اللى عايزانى أهرب منه للسفينة ، يجوز يكون مستنينى أول مانزل ، وساعتها هكون خسرت نفسى .. روحى انتى مع أهلى و أهلك .. ريحى بالك من أسئلتى الكتير .. سلمى أمرك لله .. سلمى عقلك لله .. وسيبينى هنا ، أنا هفكر ، مين عارف؟ يمكن ربنا يقدر إنى عايز أجيله بالطريقة الصعبة ومغرقش ، ونتقابل بعد كام سنة من النهارده ، وتكونى انتى زى مانتى على شكوكك ، وأكون أنا آمنت ، ويكون أبويا اللى نجى من الموت النهارده ، مات ، وساعتها هشرحلك الايمان زى ما لقيته.
كانت تعلم أن فرصة نجاحها فى اقناعه تماثل فرص نجاته من الطوفان ضعفا ..
- كنعان..
- اسمعى ، عقلى لو خنته و جيت معاكو ، لو جيت أشغله بعد كده مش هيشتغل .. أنا مش جاى معاكو .. أنا هطلع الجبل ، عشان أشوف الطوفان من فوق .. وأشوف الدنيا كلها من فوق ، زى ما الرب شايفها ، يمكن هناك أقرب للحقيقة .. يمكن هناك أفهم ..
لملمت حججها الواهية ، وألقت نظرة أخيرة على من سيلقمه البحر بعد قليل ، ودارت عينها فى الدار لتستقر على التنور ، هنا بدأ كل شىء ، هنا أصدر الرب قراره بهلاكه.. بهلاك الجميع ، ربما ، يستحق أحدهم فرصة ثانية ، ربما استحق كنعان مزيدا من الوقت ، فقط لو المزيد من الوقت ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قول ما بدالك