الأربعاء، 12 مارس 2014

دوشة كتير

الكتابة عن اللي بيحصل اليومين دول - بشكل لائق - مش هتكون دلوقت أبدا، من ناحية عشان في ناس كتير لازم استفيض في الكتابة عن دورهم وده مش مناسب دلوقت، ومن ناحية عشان تفاصيل الصورة تكون أكثر اكتمالا، بعد ما يهدا زخم الأحداث وتروح الدوشة اللي حواليها وتوضح التفاصيل الجديرة بالتدوين.
أول امبارح، بُعيد منتصف الليل، كانت الدنيا بتمطر جامد بره إزاز الكافيه اللي كنت قاعده فيه مع صديق، واحد من الناس اللي مش هينفع اتكلم عنها تفصيلا دلوقت. وأدركت ساعتها إن دي ممكن تكون آخر مطرة فى 2014، وإنها كمان أول مرة تمطر عليا بعد نص الليل برّه البيت، زي ما قبلها بكام يوم كانت أول مرة فى حياتي أمشي سايبة شعري تماما من غير لا طرحة ولا توكة ولا أى حاجة فى الشارع واحس بالهوا بيطيّره - ودا إحساس فشيخ بالمناسبة - وقبلها بأسبوع كانت أول مرة أحضر مولد الحسين في حياتي .
حاجات كتير بتحصل مؤخرا، متأخرة عن معادها الطبيعي بكذا سنة، حاجات مش منطقي إن في سنّي ده تكون تجربتي الأولى معاها دلوقت.
" ونحن لم نحلُم بأكثر من حياة كالحياة "
الجملة دي بتطاردني مؤخرا، بحاول أدوّر عالإنجاز فى إني أتأخر بره البيت شويتين تلاتة أو إني أمشي فى الشارع سايبة شعري أو أروح المولد، مبلاقيش، وبحس بالعبط إني بتعامل مع حاجات بالبساطة دي على إنها انتصارات .
أحيانا بقول بالنظر للواقع اللي أنا عايشاه والمجتمع اللي حواليا والمجهود اللي اتبذل عشان نوصل للحاجات دي طبيعي تُعتبر انتصارات، وارجع واقول لأ، دي مش انتصارات.. دي خيبة بالويبة .. خيبة إن أنا ببذل مجهود وبفرهد نفسي للوصول لبديهيات المفروض إنها تكون متاحة by default لأى حد مكاني وفي سنّي وتعليمي ومهاراتي، في حين إني المفروض أبذل المجهود دا في تأسيس كارير أو في إني أتعلم حاجة جديدة، أو في حاجة من حاجات الكُبار دي.

أنا عاملة زي اللي جه الفصل متأخر بعد ما الدرس اتشرح والناس كلّها لمت شنطها وماشيين، وبيحاول يسأل "انتو خدتو إيه قبل ماجي؟ "، وما بين ناس بتلومه على إنّه جه متأخر من غير ما يعرفوا اتأخر ليه، وناس شايفه إن سؤاله مالوش لزمه، وناس بتحاول تشرحله مُلخص الحصة التلات ساعات في دقيقتين، هو فعليا تايه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قول ما بدالك