ال recommendoma مصطلح طبي، يُقصد به ما يحدث من تعقيدات طبيّة خطيرة فى حالات بسيطة، فقط لكون المريض محل توصية.
كلّنا - كأطبّاء - مررنا بحالات مماثلة بشكل أو بآخر، عندما يكون المريض أحد أقاربك أو صديق عزيز، أو حالة تابعة لأحد زملائك، فلابد أن تتعقد الحالة مهما كانت بساطتها لتتركك كالأحمق فى نظر نفسك قبل مريضك. ولهذا ،فقد كان هاجس ال recommendoma هو السبب الأساسي فى عزوفي عن معالجة أسنان أبي - إضافة إلى تأخر حالة أسنانه ودرامية تبعات فشل العلاج لو حدث - أو أمي أو أيا من إخوتي.
بعد انتهاء علاقتي الآثمة بطب الأسنان، بدأت استيعاب عدم اقتصار ظاهرة الrecommendoma على التدخل الطبي فى حيوات الآخرين، الأمر يكاد يُصبح قاعدة قابلة للتعميم، كلّما كان الأمر مُهما وحرجا كلما تضاعفت احتمالات تعقّدُه وفشله.
الأمر يمكن تفسيره بشيئين، أولهما - وهو منطقي نوعا - الارتباك، الارتباك المضاعف أثناء معالجة شخص مهم كافٍ لجعلك ترتكب أخطاء سيتحاشاها أكثر المبتدئين حُمقا. الارتباك الزائد فى التعامل مع شىء أو موقف بعينه يُخرج الأحمق الكامن بداخلك فتزداد الأمور تعقيدا. أما الثاني - وهو ما أعتقد فيه شخصيا - هو الحتمية.. الأمر يشبه لعنة ما لا يمكن تحاشيها، والأسوأ أن تأثيرها - مثل كل اللعنات - يتناسب طرديا مع إيمانك بها.
لفترة لا بأس بها، كنت أظنها مسألة شخصية، أنا إنسانة منحوسة وهذا كل ما في الأمر، ولكن، بنظرة بسيطة للحال العام، لاحظت مدى تحقق النظرية على كل شىء، وعلى هذا، فلم تكن تداعيات ثورة يناير، ذلك المستنقع الذى نغرق فيه من قرابة الأربعة أعوام، سوى حالة ريكومندوما واسعة المدى، ريكومندوما قومية إن جاز التعبير.. فالأمور تزداد سوءا مع كل خطوة، يتناسب مدى سوءها مع أهمية الحدث والمرحلة، فتجد من الطبيعي أن يكون أول حكم بعد الثورة هو حكم العسكر، ومن المنطقي أن يكون أول رئيس مدني منتخب هو أحمق القرية "مرسي العيّاط" ، ومن البديهي أن يكون البرلمان الأول بهذا السوء، وواسطة العقد، الانقلاب الأول على أول رئيس مدني منتخب ينتهي إلى تلك النهاية التي نعيشها حاليا، والتي فاقت الأساطير الإغريقية في التراجيديا واللامنطقية.
الحل؟ لا حل هنالك، شخصيا كنت أتفادى المرضى المُوصّى عليهم حتى تركت المجال تماما، وكنت أتعامل مع الأشياء - كل الأشياء - بلامبالاة من يخشى الفقد فيتجنب الامتلاك، وكان ربنا بيسترها، ربما لو تعامل الجميع بذات اللامبالاة مع واقعنا العبثي لتحسنت الأمور قليلا، وربما انكسرت لعنة الريكومندوما .
كلّنا - كأطبّاء - مررنا بحالات مماثلة بشكل أو بآخر، عندما يكون المريض أحد أقاربك أو صديق عزيز، أو حالة تابعة لأحد زملائك، فلابد أن تتعقد الحالة مهما كانت بساطتها لتتركك كالأحمق فى نظر نفسك قبل مريضك. ولهذا ،فقد كان هاجس ال recommendoma هو السبب الأساسي فى عزوفي عن معالجة أسنان أبي - إضافة إلى تأخر حالة أسنانه ودرامية تبعات فشل العلاج لو حدث - أو أمي أو أيا من إخوتي.
بعد انتهاء علاقتي الآثمة بطب الأسنان، بدأت استيعاب عدم اقتصار ظاهرة الrecommendoma على التدخل الطبي فى حيوات الآخرين، الأمر يكاد يُصبح قاعدة قابلة للتعميم، كلّما كان الأمر مُهما وحرجا كلما تضاعفت احتمالات تعقّدُه وفشله.
السترة المفضلة لديك هي أيضا المفضلة لكل المسامير والزوائد الحادة وأعقاب السجائر التي تمر بها يوميّا .. الأيام التي تتعجل فيها الوصول هي أكثر الأيام ازدحاما وأقلّها فى فرص العثور على مواصلة مناسبة، العلاقات الأهم هي الأكثر وَهَنا والأقل استقرارا، والأكثر عرضة للانتهاء نهايات درامية فاجعة. والتزاماتك المادية تتضاعف تلقائيا فى الفترات التي يقل فيها دخلك - هذا إذا كنت محظوظا بالقدر الكافي فلم تفقد عملك.
الأمر يمكن تفسيره بشيئين، أولهما - وهو منطقي نوعا - الارتباك، الارتباك المضاعف أثناء معالجة شخص مهم كافٍ لجعلك ترتكب أخطاء سيتحاشاها أكثر المبتدئين حُمقا. الارتباك الزائد فى التعامل مع شىء أو موقف بعينه يُخرج الأحمق الكامن بداخلك فتزداد الأمور تعقيدا. أما الثاني - وهو ما أعتقد فيه شخصيا - هو الحتمية.. الأمر يشبه لعنة ما لا يمكن تحاشيها، والأسوأ أن تأثيرها - مثل كل اللعنات - يتناسب طرديا مع إيمانك بها.
لفترة لا بأس بها، كنت أظنها مسألة شخصية، أنا إنسانة منحوسة وهذا كل ما في الأمر، ولكن، بنظرة بسيطة للحال العام، لاحظت مدى تحقق النظرية على كل شىء، وعلى هذا، فلم تكن تداعيات ثورة يناير، ذلك المستنقع الذى نغرق فيه من قرابة الأربعة أعوام، سوى حالة ريكومندوما واسعة المدى، ريكومندوما قومية إن جاز التعبير.. فالأمور تزداد سوءا مع كل خطوة، يتناسب مدى سوءها مع أهمية الحدث والمرحلة، فتجد من الطبيعي أن يكون أول حكم بعد الثورة هو حكم العسكر، ومن المنطقي أن يكون أول رئيس مدني منتخب هو أحمق القرية "مرسي العيّاط" ، ومن البديهي أن يكون البرلمان الأول بهذا السوء، وواسطة العقد، الانقلاب الأول على أول رئيس مدني منتخب ينتهي إلى تلك النهاية التي نعيشها حاليا، والتي فاقت الأساطير الإغريقية في التراجيديا واللامنطقية.
الحل؟ لا حل هنالك، شخصيا كنت أتفادى المرضى المُوصّى عليهم حتى تركت المجال تماما، وكنت أتعامل مع الأشياء - كل الأشياء - بلامبالاة من يخشى الفقد فيتجنب الامتلاك، وكان ربنا بيسترها، ربما لو تعامل الجميع بذات اللامبالاة مع واقعنا العبثي لتحسنت الأمور قليلا، وربما انكسرت لعنة الريكومندوما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قول ما بدالك