الجمعة، 22 مارس 2013

عربية السيدات - حجيم التاء المربوطة

مقدمة :
ركوب المترو تجربة ثرية جدا ..
من زمان وانا بوعد نفسى انى هيجى عليا يوم هنزل من بيتنا بهدف واحد لا غير ، إنى أركب المترو رايح جاى لآخر الخط ، أقعد فى ركن كده ، واتفرج ، وأروح البيت أكتب بدينى ..
طبعا لاسباب غير معروفة عمرى ما وفيت بالوعد ده إلى يومنا هذا ، لكن بكتفى بتجديد النية فى كل مرة بركب فيها المترو ..

عن عربية السيدات نتحدث ..

الامتياز اللى مفيش دكر فى مصر مش باصصلنا فيه ، وشايفه - لسبب ما انا كجنة مش مستوعباه - حاجة حلوة ..
عزيزى الدكر .. انت مش مدرك حجم المعاناة !!

عن تجربة شخصية : لما بركب فى عريبة مختلطة عادية ، الناس بيبقى عندها فكرة عن مفهوم المساحة الشخصية ، بالرغم من الزحمة و العرق و القرف و حركة المترو المفاجأة اللى ممكن تقلب أى حد فى حضن اى حد فى أى لحظة ،  آدميتى / أنوثتى بتتاخد فى الاعتبار ،  عمرى فى حياتى  ما حد اتحرش بيا فى المترو - ملحوظة : كنت بستعمل المترو على أساس يومى لمدة تلات شهور فى فترة  ما من حياتى - وعمرى ما اتهنت كبنى آدمة إلا فى عربية السيدات !!
الستات بتفترض إن مدام كلنا ستات فى بعضينا مفيش أى مانع انها تفعص دين أمى فى أى كورنر شاءت ، عشان هى تقف مرتاحة أكتر .. مفيش مشكلة انها تلزقنى فى باب أو شباك او تدوس على رجلى أو تشد إيشاربى أو تحط إيدها على مناطق من جسمى أمى نفسها لا تجرؤ على لمسها من يوم ما بقى عندى 5 سنين ..
مفيش أى مشكلة انها ترمى ابنها - اللى بيتراوح طول بربوره بين 10 و 20 سم حسب تغير الفصول - عليا .. بدعوى اننا كلنا ستات زى بعضينا وكلنا امهات بالفطرة و كدزه ..

طب بلاش .. بلاش الزحمة و التفعيص .. بلااااااش

بالنسبة للشوبينج سنتر اللى دايما مفتوح فى عربية السيدات؟
وسع وصلى عالنبى ..
أدوات مطبخ؟ موجود
مكياج؟ أساسى
اكسسوار؟ ليه لأ
مناديل؟ طبعا ، ده فرض عين على كل أنثى ان يكون فى شنطتها علبة مناديل ، اللى معهاش مناديل فى شنطتها هى كائن منقوص الأنوثة إلى أن يثبت العكس ..
لعب أطفال؟ أكيد

كتب دين؟ عندنا ، الحجاب قبل الحساب و كدزه

لبن العصفور؟ وجب
رز وملوخية؟ أقل حاجة


ايييييييييييه يا جدعان فى ايه؟ الفكرة ان الناس دى مش موجودة فى العريبات التانية بهذا التواجد الكثيف .. ليه؟ عشان عارفين حالة التسوق اللاإرادى اللى عند الستات عموما ..

وبناء عليه :

عربية السيدات أكثر ازدحاما من العربيات المختلطة لأسباب تتعلق بتعداد الإناث و الذكور ، بالاضافة الى الناس اللى بتبيع الحاجات واللى غالبا وجودها بيزود الزحمة و البلبلة لأن ال "تحرش-فوبيا" اللى عند المصريات كفيلة بخلق حالة عامة من الفوضى لدى تواجد اى ذكر فى محيط أنثوى زى عربية السيدات ..
بالاضافه للحر و للعرق و الخناق و الشتايم و الستات ام جلاليب سودة اللى بيطلعوا يفرشوا الملاية لبعض و يتباهوا بقدراتهم على الردح .. ده غير الليبراليه المثقفة اللى دايما دايما بتتخانق مع السمج اللزج السطحى البأف اللى خد صاحبة وقرر يركب عربية السيدات عملا بمبدأ عادل إمام " أهو غلاسة كده " .. وشلة بنات الجامعه / المدرسة الكبيرة اللى بترغى و تضحك بأعلى صوت ممكن ، واللى واقفة لوحدها بتكلم حد فى التليفون كأنها بتكلم خالها فى الكويت من تليفون عم عرفة البقال ، وواحدة معاها عيل مبيبطلش عياط لأسباب غير معروفة ، وواحدة عجوزة بتشتم فى كل اللى حواليها عشان محدش قام عشان هى تقعد ..

خلاصة الكلام : السادة الرجال ، لو حارقاكو أوى عربية السيدات اتفضلوها والله متغلاش عليكم ، انتو مش متخيلين حجم البلاوى اللى هى حايشاه عنكم .. خللوها ، احشوها ..
ولا أقولكو؟ اعملوا عربية للرجال فقط ، وأنا هبقى أركبها معاكو .. " أهو غلاسة كده " .

الأحد، 17 مارس 2013

أصعب سؤال



أصعب سؤال ..
لما بتيجى تقوللى احكيلى عن نفسك ..
بتلخبط أوى
ولا ببقى عارفه أحكى ايه وأخبى ايه ..
وغالبا
ببدأ بحاجة مكانش ينفع تتحكى
واما بلاقيك مش فاهم ..
بتلخبط زيادة
طيب .. هقولك
كان فى بنت و حلم وشباك ..
وكان فى .. ورق وأقلام وناس كتير
وكان فى شوارع طويلة جدا .. مبتوديش على أى حته
وكان فى بيوت .. مقفولة
فهمت حاجة؟
طيب متسألنى السؤال بطريقة تانية؟
ولا أقولك ؟ أحكيهالك بشكل تانى ..
كان فى بنت بتطير حلمها من الشباك ..
وقابلت ناس كتير .. وكتبت كلام كتير ..
ومشيت شوارع طويلة جدا .. مودتهاش على أى حته
لأنها مكانتش بتحب البيوت المقفولة ..
فهمت حاجة؟
بقولك ايه ؟ ما تيجى نغير الموضوع؟

السبت، 16 مارس 2013

فانتازيا 2




الأوضاع الآخذه فى التصاعد تثير قلق الجميع ، كما تثير قرف الجميع أيضا ..
ثم فجأة ، يبدأ الأمر  من العدم
يتوفى قائد الجماعة المحظورة فى ظروف غامضة ..
يتبعه رئيس الحزب الحاكم
ويتساقط رؤساء أحزاب اليمين المتطرف كالذباب ..
التحقيقات تقوم على قدم وساق ولا تستبعد الشبهة الجنائية ..
يختلف الأطباء فى أسباب الوفاة ، لكنهم يجمعون على أنه أمر لم يتعاملوا معه من قبل ..
لابد وأنه فيروس معين
إجراءات صحية صارمة
تتسع الدائرة لتشمل قيادات الحزب والجماعة ..
تتوالى الوفيات بشكل هيستيرى ..
المثير فى الأمر أنه لا يصيب سوى الحزب الحاكم و الجماعة والأحزاب المؤيدة ، بشكل تصبح معه الشبهة الجنائية هى التفسير الأقرب إلى المنطق  ، وفى ذات الوقت هو الأكثر استحالة فى الاثبات ..
بعدها بفترة قصيرة ،
يغادر الرئيس البلاد بحجة توطيد العلاقات المصرية السنغافورية ودعم الاستثمار المشترك ..
تتعالى همهمات الصحف عن فيروس عجيب لا يصيب إلا تيار سياسى بعينه
فى سابقة فى التاريخ الانسانى بأكمله
تتغير ملامح الشوارع سريعا
يتنصل الكثيرون من انتماءاتهم فى محاولة يائسة للهروب من هذه اللعنة الخفية
لكن هذا " الشىء " أيا كان يعرف ما يفعله جيدا ، وهو انتقائى جدا ويعمل بدقة لا متناهية ..
يعوى الاعلام الرسمى بمؤامرات صهيو - أمريكية لتدمير الأمن القومى بمصر
يستعيد جهاز الأمن الوطنى أمجاد "امن الدولة " المفقودة ، ويقرر الرئيس - من موقعه فى ألبانيا حيث يتباحث الآن أقصر الطرق لتنشيط العلاقات المصرية الألبانية - الاستعانة بخبرات الحرس القديم وترميم مملكته المتهدمة ..
يستغل هؤلاء الفرصة الذهبية للانتقام من الثوار
اعتقالات عشوائية
حظر تجول
والكثير من التعتيم الاعلامى و الكبت الصحفى
ظلام حالك
الكثير من التهم الملفقة
يصبح الكلام تهمة يعاقب عليها القانون
الكثير من الاستجوابات
وفى نفس الوقت ، تشتعل جذوات ثورة جديدة بالرغم من كل شىء
الكثير من الاضرابات
والكثير من الاعتصامات
وجرت دماء كثيرة فى نهر الطريق ..
وذات صباح ،
تنامى إلى الشعب الجائع للحرية خبر وفاة "الرئيس"
هناك فى استراليا حيث كان يدرس عن كثب التجربة الرائدة فى مجال تنمية الأغنام ..
فى ذات اليوم ، تخرج الحشود إلى الشوارع ، لتعلن انتهاء مملكة الظلام .. وبداية عهد جديد ..
تنطلق الشرارة الأولى مرة أخرى من ميدان التحرير .. وتسرى طاقة الحرية فى طول البلاد وعرضها ..
ليشرق فجر عهد جديد من الحرية ، على شعب أكثر نضجا .. أدرك أخيرا أن الحرية لا ثمن لها سوى الدماء .

الخميس، 14 مارس 2013

bill and charge

يمكننى ، على مقياس من 1 إلى عشرة ، تقييم عملى بعشرة درجات كاملة  ، من حيث الأقرب احتمالا للتأثير فى حياة أشخاص لم و لن تعرفهم يوما ..
على مقعدى المريح وأمام الكمبيوتر الذى يحمل شعار الشركة كخلفية لسطح المكتب ، وبين الكثير من الأعلام الحمراء ، على بعد ذراع او أقل من مج القهوة الذى لا ينتهى .. تبدأ المكالمة .. تهمس جين بكلمتها السحرية .. فتتحق تلك الرابطة السحرية .. تتلاشى المسافات فى لحظة ، فلا يبق سوى اثنين من بنى آدم .. لا يعرف أيا منهما الآخر ولم يلتقيا يوما، ويطلب أحدهما مساعدة الآخر ..
ناتالى فى الخمسين من العمر ، لها لهجة محببة ، وهى مهذبة جدا و لكنها كثيرة الجدل .. وفاتورة ناتالى بقيمة 76 جنيه استرلينى ، فى حين أن اشتراكها الشهرى لا يتجاوز اثنى عشر جنيها استرلينى .. والسبب بسيط .. مكالمات زائدة ..
ناتالى فى حالة من الجزع ..
هى حريصة أتم الحرص على أن تعرف عدد الدقائق المتبقية لها من حزمتها الجديدة ، إذ اضطرت لتغيير الحزمة فور إدراكها للرقم "الخرافى" الذى ستدفعه هذا الشهر .. وهى فى أتم الغنى عن مأساة مشابهة الشهر القادم ..
أؤكد لناتالى أنها بالكاد استخدمت هاتفها منذ تغيير الحزمة ، وأشرح لها كيف يمكنها متباعة استخدامها فى المستقبل ..
- أنا فقط لا استطيع استيعاب فكرة أننى تحدثت بما يوازى سته أضعاف ما أتحدثه فى العادة .. أنتِ تفهمين ما أعنيه أليس كذلك ؟ ولكن مادامتم تؤكدون هذا أنا أصدقكم .. أنا فقط مصدومة .. لم أكف عن البكاء منذ سمعت هذا الرقم .. أنا أم وحيدة وأنا بحاجة إلى الهاتف لمتابعة صغارى .. أنتِ تفهمين هذه الأمور ..
وبدأت فى البكاء ..
أنت لا تفهم معنى أن يبكى أحدهم من فاتورة هاتفه مع شخص لا يعرفه ..
كم من اليأس يلزم شخصا ليبكى على الهاتف مع موظف خدمة عملاء لأنه لا يستطيع دفع فاتورة؟
غالبا هو ذات القدر الذى يلزمك من الإنسانية لتساعده لو كنت فى مكانى ..
- ناتالى انتظرى معى قليلا سأرى ما بوسعى فعله ، ربما بإمكاننا الحصول على تخفيض ما عن تلك الفاتورة ..
أضع ناتالى على الانتظار وأتأمل ملفها .. ناتالى عميلة مثالية منذ 2005 ، طالما كانت فاتورتها فى حدود الخمسة عشر جنيها  ، سجلها نظيف خالى من المشاكل .. عزيزتى ناتالى ، اليوم هو يوم سعدك !!
- حسنا ناتالى أحمل أخبارا جيدة .. سنغطى 50 جنيها من فاتورتك لهذا الشهر .. بالتالى لن تدفعى سوى 26 جنيها ..
- أنت تمزحين أليس كذلك؟
قالتها غير مصدقة ، بفرحة لا يمكننى وصفها ..
- لا .. لا مزاح هناك ، لقد عدلت فاتورتك توا ، وأضفت المبلغ المطلوب ..
- مستحيل .. أنت لن تتعرضى للمتاعب بسبب هذا ، أليس كذلك ؟ ربما طردوك بسبب هذا .. فكرى ثانية ..
- مطلقا ، لا مشكلة هناك
- متأكدة أن ما تفعلينه لن يؤثر عليك سلبا بأى حال من الأحوال؟ أنت شخص لطيف حقا وأنا لا أقبل لك بالأذى ..
- صدقينى لا مشكلة هناك ..
- أنا لا أدرى ما يمكننى قوله حقا  ، ولا يمكننى التعبير عن امتنانى بما فيه الكفاية أنتِ رائعة .. رباه سأبكى ثانية ..
- أرجوكِ لا تفعلى ، سأبدأ أنا الأخرى فى البكاء ، وهنا قد أقع فى مشكلة حقيقية ..
- حسنا لا داع للدراما إذا .. لقد كانت مكالمتى معك اليوم هى أروع ما حدث لى على الإطلاق ..
- لقد كانت مساعدتك أروع ما فعلته اليوم ..
ضحكت من قلبها .. وضحكت أيضا .. وأنهينا مكالمتنا بأمنياتنا إحدانا للأخرى بأمسية لطيفة ..
بالرغم من كل شىء ، وبالرغم من الكثير من المكالمات المثيرة للأعصاب ، تغدو مكالمة مثل هذه سببا كافية للمتابعة ..

الأربعاء، 13 مارس 2013

رسالة إلى شيزوفرينيا ..

عزيزتى شيزوفرينيا .. 
مقدرش أنكر إن انتى أول عالم افتراضى خلقته فى حياتى .. اكتشفت فيكى قدرتى على الخلق ، على الكتابة و على التخيل ..
مقدرش أنكر .. انك أول مكان حسيت بالالتزام ناحيته ، أول مكان عرفت فيه ناس كتير .. أول مكان عرفت فيه نفسى .. أول مكان كتبت فيه لما حبيت ، وأول مكان كتبت فيه لما اتكسرت .. 
أنتِ الأصل !
لكن .. 
انت المكان اللى مالياه الذكريات حد الاختناق .. انتى أكيد فاهمانى .. يمكن من بعد التدوينة الأخيرة وانا مش عارفه أكتب .. فيكى تانى..
شيزوفرينيا أنا مش هنساكى .. ومش هنكرك .. بس كمان .. مش هقدر أهوب ناحيتك تانى .. 
محتاجة براح أكبر .. 
عشان كده مش عايزاكى تغيرى من شبابيك .. انتى أكتر واحدة عارفة أنا بحب الشبابيك قد ايه .. وعارفه انى كان نفسى أول كتاب أنشره يبقى اسمه شبابيك .. 
عزيزتى شيزوفرينيا .. 
أنا بحبك أوى .. بس زى حاجات كتير أوى ف حياتى .. مضطرة أحبك من بعيد لبعيد ..

ملحوظة .. هيفضل ال link بتاعك فى ال favorites عندى ما حييت ..

محبتى
جنه