السبت، 16 مارس 2013

فانتازيا 2




الأوضاع الآخذه فى التصاعد تثير قلق الجميع ، كما تثير قرف الجميع أيضا ..
ثم فجأة ، يبدأ الأمر  من العدم
يتوفى قائد الجماعة المحظورة فى ظروف غامضة ..
يتبعه رئيس الحزب الحاكم
ويتساقط رؤساء أحزاب اليمين المتطرف كالذباب ..
التحقيقات تقوم على قدم وساق ولا تستبعد الشبهة الجنائية ..
يختلف الأطباء فى أسباب الوفاة ، لكنهم يجمعون على أنه أمر لم يتعاملوا معه من قبل ..
لابد وأنه فيروس معين
إجراءات صحية صارمة
تتسع الدائرة لتشمل قيادات الحزب والجماعة ..
تتوالى الوفيات بشكل هيستيرى ..
المثير فى الأمر أنه لا يصيب سوى الحزب الحاكم و الجماعة والأحزاب المؤيدة ، بشكل تصبح معه الشبهة الجنائية هى التفسير الأقرب إلى المنطق  ، وفى ذات الوقت هو الأكثر استحالة فى الاثبات ..
بعدها بفترة قصيرة ،
يغادر الرئيس البلاد بحجة توطيد العلاقات المصرية السنغافورية ودعم الاستثمار المشترك ..
تتعالى همهمات الصحف عن فيروس عجيب لا يصيب إلا تيار سياسى بعينه
فى سابقة فى التاريخ الانسانى بأكمله
تتغير ملامح الشوارع سريعا
يتنصل الكثيرون من انتماءاتهم فى محاولة يائسة للهروب من هذه اللعنة الخفية
لكن هذا " الشىء " أيا كان يعرف ما يفعله جيدا ، وهو انتقائى جدا ويعمل بدقة لا متناهية ..
يعوى الاعلام الرسمى بمؤامرات صهيو - أمريكية لتدمير الأمن القومى بمصر
يستعيد جهاز الأمن الوطنى أمجاد "امن الدولة " المفقودة ، ويقرر الرئيس - من موقعه فى ألبانيا حيث يتباحث الآن أقصر الطرق لتنشيط العلاقات المصرية الألبانية - الاستعانة بخبرات الحرس القديم وترميم مملكته المتهدمة ..
يستغل هؤلاء الفرصة الذهبية للانتقام من الثوار
اعتقالات عشوائية
حظر تجول
والكثير من التعتيم الاعلامى و الكبت الصحفى
ظلام حالك
الكثير من التهم الملفقة
يصبح الكلام تهمة يعاقب عليها القانون
الكثير من الاستجوابات
وفى نفس الوقت ، تشتعل جذوات ثورة جديدة بالرغم من كل شىء
الكثير من الاضرابات
والكثير من الاعتصامات
وجرت دماء كثيرة فى نهر الطريق ..
وذات صباح ،
تنامى إلى الشعب الجائع للحرية خبر وفاة "الرئيس"
هناك فى استراليا حيث كان يدرس عن كثب التجربة الرائدة فى مجال تنمية الأغنام ..
فى ذات اليوم ، تخرج الحشود إلى الشوارع ، لتعلن انتهاء مملكة الظلام .. وبداية عهد جديد ..
تنطلق الشرارة الأولى مرة أخرى من ميدان التحرير .. وتسرى طاقة الحرية فى طول البلاد وعرضها ..
ليشرق فجر عهد جديد من الحرية ، على شعب أكثر نضجا .. أدرك أخيرا أن الحرية لا ثمن لها سوى الدماء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قول ما بدالك