الجمعة، 16 أغسطس 2013

رسايل إلى ريما - رسالة 2

عزيزتى ريما
مساء الخير
أكتب إليك عصر الجمعه السادس عشر من آب أغسطس
مازلنا فى البيت الكبير فى مصر الجديدة .. لم نغادره منذ أيام الآن .. آلآء تهوى بسرعة نحو قاع الاكتئاب ، فهى الوحيدة التى تؤيد الإخوان ، وتدافع عن "الشرعية" و "المشروع الإسلامى" وكل ما جر علينا وعليهم هذا الخراء .. فلتذهب الأيديولوجيات جميعها إلى الجحيم .. هانحن غارقون فى مستنقع من دمائنا ولا نجد سبيلا واحدا للخروج دون تمزيق المزيد من الجثث ..
الوالد بالطبع يأبى أن يدعها وشأنها ، يأبى مواساتها فى قناعاتها التى لابد وأنها تتخلخل الآن دون أى مساعدة من أيا كان .. يأخذ على عاتقه مهمة تنويرها و تأليبها على الإخوان ، وهى لاتملك إلا أن تتعاطف مع الجماعة التى احتوتها ، والتى تضم صديقاتها و أزواجهن و أطفالهن ، إلخ إلخ .. يصطدم الإثنان -أبى وهى- بما يقتضى تدخل أحدنا لفض نزاعاتهما من آن لآخر .
رائحة الموت الخانقة تزحف على الشوارع .. وكأنها كيان ثقيل يجثم على صدر البلد ..
وأنا .. حسنا أريد أن أتأكد أن كل من أعرفهم فى بيوتهم الآن .. آمنين حتى تذهب شهوة الدماء التى تملّكت رواد الشوارع كلها فسوّلت للمرء قتل أخيه ..
من آن لآخر يتعالى رنين هاتف آلآء ، حاملا أنباء عن توجه مزيد من أصدقائها و أسرهم للتظاهرات .. يتزايد قلقها ، وتغيم ملامحها أكثر ، وتنعزل أكثر ، ويتزايد شعورها بالخذلان من جميع المحيطين بها ..
وأمى أمام التليفزيون تتابع تطور الأحداث ، تتمنى أن يرسل الله طيرا أبايبل لترمى الإخوان بحجارة من سجّيل .. أتابع حنقها و سبابها وتعليقاتها الغاضبة على كلام المذيعات ، وأتعجب من أملها فى تدخل إلهى مباشر ، بل والأدهى أن يكون التدخل ضد من يحملون على عاتقهم نصرة المشروع الإلهى ، ويقاتلون تحت لواء الرب .
إنه العبث يا ريما .. العبث الذى يفوق إدراكنا جميعا ..
لم أعد أخشى انتهاء العالم قبل أن أراك ، ما أخشاه حقيقة هو أن أزج بكِ فى هذا العالم القذر فى لحظة طيش ثم أغدركما للأبد ..
أعلم أنك آمنة حيث أنت الآن ، فلنبق الأمور هكذا لحين إشعار آخر إذا ..
محبتى
جنّه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قول ما بدالك