السبت، 17 أغسطس 2013

رسايل إلى ريما - رسالة 3

عزيزتى ريما
صباح الخير
أكتب إليك صباح السبت السابع عشر من آب - أغسطس
لم أغادر المنزل منذ عصر الأربعاء .. ومن المتوقع ألا أفعل قبل صباح الاثنين ، عائدة إلى العمل.
الوضع من سىء إلى أسوأ يا ريما، لم يعد الأمر متعلقا بأعداد الضحايا أو انتماءاتهم ، فالموت - يا صغيرتى - لا يوجع الموتى .. فقط يوجع الأحياء ..
منجل الموت يحصد الرؤوس فى نهم ، ولكنه يشق صفوف الأحياء كذلك ، يخلف صدعا سيحتاج لأعمار  فوق أعمارنا ليلتئم ويحطم فرص المواطنة الضئيلة المتبقية للأبد ، لن يستطيع هؤلاء العيش معا بعد الآن .. لم يعد فى الوطن ما يتسع للجميع يا ريما ..
أما القيم المجردة
الثورة
الدين
الحرية
فكلها تتلاشى بسرعة ..
قناعاتنا تتبدد يا ريما ..  كل ما بدا جميلا ذات يوم استحال كابوسا ..

سألتنى روضة بالأمس - وهى مؤيدة للثورة منذ اليوم الأول - عما إذا كان التقدير قد خاننا فى يناير 2011 ، لُمتها على التشكيك فى الثورة بشدة ، ولكن بعضا من الشك المحيط بسؤالها استقر بداخلى وعلى ما يبدو ، لن يغادرنى إلى الأبد ..
الشىء الوحيد الذى يتأكد يوما بعد يوما ،هو صحة قرارى بصددك ، أنتِ آمنة حيث أنتِ الآن .. أنتِ أفضل .. لا يؤرق وجودك السرمدى شىء ، ربما سوى خطاباتى المزعجة التى أصر أن أثقلك بها من آن لآخر ..
ربما أنتِ ، حيث كنتِ الآن ، أقرب إلى الله ، هلّا طلبتِ منه أن يفعل شيئا؟ أى شىء؟
محبتى
جنّه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قول ما بدالك