السبت، 28 ديسمبر 2013

خلافات لُغوية طفيفة


هو يقول : حِبّك يا جنّة
أفضل أنا : بَحِبَّك يا يوسف

يقول : أن "حِبِّك" تبدو أقرب وألطف وأكثر ألفة..
أقول أن تلك الباء الزائدة فى " بَحبَّك " توحي بجدية ما .. تشي بالضرورة بالمزيد من الحب.

يقول أنّه ليس ثمّة داع للجدية فى الحب، ويسب اللغة إجمالا، ويكرر " حبِّك يا جنّه "
أجيب أنا : " حِبَّك أكتر "
يأخذنا الكلام إلى حيث يأخذ العاشقين عادة، ندور دورة كاملة إلى أن ينتهي بي المطاف قائلة " بحبَّك يا يوسف "
يجيب هو : " بحِبِّك أكتر " ..

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

راجعين


- عارف كليب راجعين بتاع عمرو دياب؟
- آه
- عارف فى الأول لما كانت الدنيا أبيض واسود؟ كانت حفلة والناس مبسوطة وعادي بس كل حاجة كانت أبيض واسود
- تمام
- وبعدين بأه عمرو دياب دخل والحياة بقت بالألوان؟
- أيوه
-  أهو انت دخولك فى حياتي كان أشبه ما يكون بدخول عمرو دياب فى كليب راجعين

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

عن 2012

مقدمة /
طبعا مش منطقى إنى أكتب عن 2012 فى نهاية 2013، فى الحقيقة لقيت دى فى المسودات عندى ، وحسيت إن كفاية عليها كده فى الركنة ، غير نوع من الحنين للشخص اللى كتب الكلام ده ، والشخص اللى اتكتب عنه الكلام ده .



يبدو التقرير النهائى السنوى سخيفا للغاية يا آية ، فكرة مكررة معادة مبتذلة اِصْفَرّت و تهرأت من فرط تداولها ككتاب محبب .. بمناسبة الكتب ، أعتذر عن راوية أحلام مستغانمى التى ضيعتها لك - أكانت ذاكرة الجسد أم فوضى الحواس؟

كان عاما صعبا للغاية ، أليس كذلك ؟ ولكن هكذا قلنا عن العام الماضى والذى سبقه ، يبدو ان الحياة لن تصبح أكثر سهولة بأى حال من الأحوال ..العالم يتجه للنهاية بثقة ، و نحن نشيخ يا آية .. نحن نشيخ حقا .. لا تحدقى فى أعوامى الأربع وعشرين ساخرة من مفهومى عن الشيخوخة وتطلقى سبة بذيئة ، فأنت بهم أعلم من الجميع ، وأنت ب2012 اعلم من الجميع .. وأنت بى أعلم من الجميع ..
سأغفر ل 2012 الكثير من البكاء ، الكثير من الندم و الكثير من الحماقات ، سأغفر له الكثير من النضال من أجل أشياء لم تكن بالضرورة تستحق كل هذا العناء ، سأغفر له كل شىء يا آية ، ما من جدوى للوم العام المسكين على أخطائنا ، ولا من جدوى للوم أنفسنا ، لنتصرف كراشدين و نمض قدما إذا ، هلا فعلنا ؟ فأنت تعلمين أن الله لن يسامحنا حتى نسامح أنفسنا ، ونتصالح معها بما يكفى لطلب المغفرة ..
يكفينى من 2012 أننى قابلتك فى بدايته ، يكفينى كل ما عايشناه معا ، يكفينى الكثير من الضحك والنكات ، يكفينى الكثير من البكاء والسباب ، تكفينى قسوتك فى أوقات كنت فيها بحاجة لمن يقسو علىّ كى أنضج ، ويكفينى حنانك فى كل الأوقات الأخرى .. من 2012 تكفينى أنت يا آية .. تكفينى تماما ..
يكفينى منه زفافك يا عزيزتى ليذكرنى بقدرتى على البكاء فرحا إذا ما استطعت لذلك سبيلا ، وقدرتى على الفرح رقصا إذا ما اتضح السبيل ، تكفينى علب الجبن الأبيض وأكياس الشيبسى ب "المش" والخبز وساندوتشات الفول والطعمية ، وأنهار من النسكافيه جرت بيننا وتحتنا ومن حولنا ولوثت كل شىء .. يكفينى تداخلنا معا كغرز كروشيه محكمة النسيج .. حبا بالله يكفينا الكروشيه فحسب :)
لم يكن الأمر بهذا السوء يا آية ، أعلم هذا جيدا ، وأنا ممتنة للحظات سعيدة وللحظات أقل سعادة على حد سواء ، ليست هذه إحدى نوبات التصالح مع العالم يا آية ، ولم أعد ممن يتبنون مبدأ " أن الحياة جميلة والبشر رائعون ولسة اللى جاى أحلى " .. هكذا كنا ذات يوم بعيد اما الآن ، فلم يعد هناك فارقا كبيرا .. تعرفين المقولة الأمريكية البذيئة ، أن " الحياة عاهرة وبعدها الموت " .. هؤلاء القوم يعون جيدا ما يتحدثون عنه . لم يعد الأمر مهما للدرجة ، ولم تعد الحياة تستحق تبنى موقفا محددا ..
عاما سعيدا على أى حال .

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

العالم من فوق السرير

"انتى أعصابك تلفانة"
يرن صوت تقريرى أرستقراطى فى رأسى مكررا ذات الجملة
" انتى أعصابك تلفانة "
أتصور فى الحال امرأة أرستقراطية فى الثلاثينات ، تتحرك فى كادر بالأبيض والأسود ، مرتدية فستان أسود بأكمام مفتوح الصدر، مزينة جيدها بعقد من اللؤلؤ .. مرتدية قبعه صغيره سوداء ..
تقول المرأة فى غير رضا
" انتى أعصابك تلفانة "
أستطيب وقع "تلفانة" كوصف مناسب للحال .. أتصور فتائل أعصابى الطويلة - والتى ، ولسبب ما فى الرؤيا ، تخرج من قلبى - مشدودة لمداها ، ثم ما تلبث تتمزق تحت وطأة الشد المتواصل ، تنفتل وتلتف على نفسها .. تشحب ، وتتلف .. ألا لعنة الله على إعلانات الشامبو ..

تقطع سيّدة الأبيض والأسود عقلى مرة أخرى مكررة
" انتى أعصابك تلفانة"
خطواتها بطيئة متأنية .. يدق الحذاء الأسود ذو الكعب العالى الرفيع أرضا رخامية ، فيصدر صوتا رتيبا ..
أتأمل العالم من فوق السرير الذى لا أغادره إلا للضرورة ، ترعبنى الأصوات والإضاءة القوية ، انتفض كلما سمعت اسمى ، كلّما تحرك كرسى بالخارج ، كلما ارتطمت ملعقة بجدار صحن فى المطبخ .. كلما اقتربت أصوات أقدام أحدهم من الغرفة .. كلما دخل أحدهم الغرفة ، كلما اهتز المحمول معلنا أن أحدهم لديه ما لست مستعدة لسماعه ..
انتفض كلما حدث شىء .. أى شىء .
" انتى
أعصابك
تلفانة "
تمر السيدة إياها مرة أخيرة فى رأسى ، تنظر إلى بوجه لا أراه بوضوح ، ولكنها تحدق فىّ وتكرر جملتها ببطء ..
ا ن ت ى
أ ع ص ا ب ك
ت ل ف ا ن ة ..


الاثنين، 28 أكتوبر 2013

فيمينيزم كمان وكمان

مساء الخير ،
أنا بنت عندى 25 سنة ، مش متجوزة ولا مخطوبة ولا مرتبطة ولا ناوية أعمل أيا مما سلف ذكره فى الفترة الجاية

عشان أنا بنت ، أنا لسه عايشة مع أهلى وانا عندى 25 سنه
مينفعش أعيش لوحدى
مينفعش أسافر لوحدى
مينفعش أتأخر فى الشارع لبعد 10 ونص
وأحيانا مينفعش حتى أخرج لوحدى .

مينفعش أضحك بصوت عالى
مينفعش أبتسم واتصوّر مع ناس بحبّها والناس تشوف صورتى
مينفعش أشتم الشتايم اللى هتريّحنى نفسيّا
مينفعش أرد عاللى بيشتمنى بشتيمة تريّحنى نفسيّا

مينفعش ألبس قصير
مينفعش أركب عجلة وشعرى يطير فى الهوا
مينفعش شعرى يبان أصلا

مينفعش آخد صاحبى بالحضن لو واحشنى ، أو لو متضايق
مينفعش أصلا أقول فلان صاحبى من غير ما تطلع حوالين فلان ألف ميت مليون علامة استفهام
مينفعش أصلا إنى أقول فلان صاحبى ، ومينفعش فلان يقول عليّا صاحبته
مينفعش أقول إنى بحب فلان واحنا مش مرتبطين
ومينفعش أقول بحب فلان لو احنا مرتبطين
مينفعش أحب واحد مش جوزى
ومينفعش أحب جوزى قد مانا عايزة أحبه
زى مانا عايزة أحبّه
وقت مانا عايزة أحبّه
ومينفعش ميبقاليش جوز .

مينفعش يبقى ليّا حياة مدام ماليش جوز
لما اتجوز ممكن أبات بره البيت ، مع  جوزى ، لو جوزى وافق
لما اتجوز ممكن أسافر مع جوزى ، لو جوزى وافق
لما اتجوز ممكن ألبس اللى انا عايزاه لو جوزى وافق

مينفعش أتساب فى حالى
وكون إنى أعمل اللى على مزاجى ده معناه إنّى مش لاقية اللى يلمنى
مينفعش ميبقاش فى حد بيلمنى

أنا بنت مصرية عندى 25 ، ومينفعش أعيش كده




الخميس، 10 أكتوبر 2013

XY

المقال ده بصفته مقال فيمينيزمى النزعة ، كان مفترض فيه إنى أهرى شوية فى كون المرأة نص المجتمع و أم و أخت و مراة خال  وبنت عم ، و اتكلم شوية عن حقوق المرأة فى الدول المتقدمة والمجتمعات المتحضرة ، وبعدين أجيب كام نموذج يقطّع القلب عن الخراء الإنسانى اللى المرأة فى مجتمعنا الحبيب الغريب شارباه من كيعانها ، وأحسبن شوية عالرجالة وأمشى .
فاكس .
المشكلة فينا إحنا من الأساس كستات
مش الكلام الفارغ بتاع أصل لبسك أصل مواعيدك أصل الحتت اللى بتروحيها ، أصلكو كائن ضعيف رقيق ، أو ناقصات عقل ودين ، أو عاطفيات سهل التلاعب بيكو .. كل دا هرى ذكورى قذر ،
إحنا السبب فى تكوين رجالة على هذا القدر من التخلف و الحيوانية ، وبالتالى تكوين مجتمعات مظلمة ومكبوته زى مجتمعنا الجميل ، ويا سبحان الله فى الآخر بنكون إحنا المتضررين من هذا الكبت وهذا الظلام أكتر من أى حد تانى .
لو مشينا شوية فى حلقة الغباء المفرغة اللى المجتمع بيدور فيها ، هنلاقيها بتبدأ بواحد وواحدة بيتجوزوا ، الذكر ، محمّلا بإرث ضخم من التخلف و الهمجية بيبدأ يقمع مراته فى إطار رباط الزواج المقدّس ، مش هتكلم عن أشكال القهر بالتفصيل عشان مفتكرش فى حد مش واخد باله منها ، بس ممكن نذكر القهر الجنسى باسم الواجبات الزوجية على سبيل المثال لا الحصر ، والست فى أفضل الحالات بتبدأ تتمرد على القهر ده ، وتحارب لحد ما تستقر نسبة القهر بين 55% - 65% من النسبة الأصلية اللى ابتدوا بيها حياتهم ، وبعدين يجى الليفل اللى بعد كده : يالا نخلف عيّل .
العيّل بيتربى فى هذه البيئة المريضة على إن قهر الذكر للأنثى طبيعى، الخلاف عالنسبة والمسمى .. بتقهرها بصفتك إيه ؟ وصفتك دى تديك سلطة قهر بنسبة كام فى الميّة ؟ يفضل الواد من دول تشيله الحياة وتهبده لحد ما يكوّن نسبته الخاصة ، ويبدأ يجرّب مدى ملاءمتها على الإناث فى محيطه، ومفيش مانع من ممارسة القهر ده على أمه نفسها لو الأوضاع العائلية تسمح ، وده لحد ما يلاقى بنت الحلال اللى هيبدأ معاها دورة القهر من جديد .
طيب .
بسم الله الرحمن الرحيم كده معلومة تهمّك : الرجالة مبتربيش عيال ، الرجالة بتتفرج من بعيد ، الستات هى اللى بتربى ، وهى اللى بتحط حجر الأساس فى تكوين شخصية بنى آدم ممكن يطلع كويس وممكن يطلع حيوان ، إحنا كستات بنكون المحطة الأولى فى رحلة الإدارك اللى هتشكل فى نهاية المطاف مجموعة القناعات اللى هتنظم سلوك الأفراد ..
وغالبا ، إحنا كستات ، محملين بحصتنا من هذا الخراء اللامتناهى ، ومستسلمين تماما لفكرة إن ده قد يكون السياق الطبيعى لسير الأمور ، بنعيد تدوير الخراء ، بزرع نفس القيم اللى احنا عانينا منها جوّه ولادنا الذكور والإناث على السواء .. بنربى الولد على إن قهر أخته حق مشروع وإن نسبة رجولته تتناسب طرديا مع مقدار سيطرته عليها و تحكمه فيها ، وبنربى البنت على إن عيب، ده أخوكى الراجل ولازم تتقبل منّه كل الترهات دى ، حتى لو انتى دماغك توزن دماغ عشرتلاف واحد من عينته ، حتى لو انت الكبيرة ، حتى لو إنت الصح ، ده راجل .. والرجالة خُلِقوا لِيُطاعوا .
الأدهى إن الموضوع بيمتد ليشمل تدخلنا إحنا - كأمّهات - فى اختيار شريكات حياة ولادنا ، بحيث يصبح كون العروسة " غلبانة و منكسرة " واحد من المعايير اللازم توافرها لمباركة الجوازة - بل وأحيانا لإتمامها من الأساس .
إحنا - كستات - بنرفض أى كيان بيحاول يتمرد على منظومة القهر دى ، أو يهرب منها، والحاجات اللى كنا بنتضايق إن اخواتنا الولاد بيعملوها معانا باسم سلطتهم الذكورية المُدعاة ، هى هى نفس الحاجات اللى بنشجع ولادنا على ممارستها ضد بناتنا ، والحاجت اللى كانت قارفانا من إجوازنا ومازالت ، هى هى نفس الحاجات اللى مش هنسمحلهم يتجوزوا واحدة ممكن ترفضها أو تتمرد عليها .
والنتيجة؟
بعد أجيال وأجيال من تناقل موروث التخلّف ده ، أصبح تغيير فكر المجتمع محتاج معجزة ، معجزة تغير تفكير المرأة واستيعابها لنفسها و حقوقها فى البداية ، ومن ثم تغيير - قل نسف - المعتقدات الذكورية العقيمة اللى مسيطرة على واقعنا .

XY : الترميز الجينى للذكور ، فى مقابل XX للإناث

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

رجعت الشتوية

كل شىء يحرض على الكتابة .

ذات يوم قال درويش
من لا يحب الآن فى هذا الصباح فلن يحب
واليوم يمكننا القول أن من لم يكتب الآن فى هذا المساء فلن يكتب ..
بالتالى ، نكتب
أن سلاما على ربات الوحى القلقات فى السماء ،
وأن روح الخريف المتسللة فى الهواء قد أنقذت كما لو بمعجزة أرواحنا التى أوشكت على العطب فى لزوجة الصيف ،
وأن التى* جاءت بالشتاء من آخر الأرض لشرفتى فى ليلتها الأولى على الأرض وغفت ، ستبقى فى القلب ولو لَم تعى هذا كلّه  ..
وأن التى أقسمت على مطاردة الخريف فى الأرض أينما حل ، لن تشهد صيفا آخر بعد اليوم .
وأن مزيج القهوة / النسكافيه والسجائر وصوت فيروز شتوىّ للغاية ، الصيف يمسخه و يشوهه ويفقده جلاله .
وأن صيف ثقيل آن له أن ينسحب خَجِلا ،
وأن العابرون سريعا جميلون ، بما لا يتنافى مع وجود من لن يُسمح لهم بالعبور ،
وأنّا نحب شخوصا كنّاها ولم نعدها ، ونحب وجوهنا فى صور لم تعد تشبهنا ، بقدر ما نحب ما أصبحنا عليه الآن ..
وأن سلاما على درويش الذى يرقد فى قبره مطمئنا ،
وأنّا اليوم ، قد غفرنا للحياة ، ما تقدم من ذنبها وما تأخر .

* رزان بنت أخت يوسف

الخميس، 19 سبتمبر 2013

عن الخذلان

لما قالّى إنى الوحيدة اللى بيثق فيها ثقة عدم الخذلان ، حسيت بثقل فى قلبى  .. خفت ..
كنت عارفة إن الحب لا يكفى لعدم الخذلان .. أنا عارفة إنى بحبه ، وهو عارف ده ، بس ده لا يعنى إنى مش ممكن لأى سبب أخذله حتى لو مش واخده بالى ، وحسيت إن علاقتى بيه من هنا ورايح محتاجة تركيز كبير ، عشان أنا مينفعش أخذله . وتصورت للحظة مدى الدمار اللى ممكن أحس بيه لو حصل و خذلته .. وافتكرت المرات اللى خذلتنى الأشخاص / الأقدار فيها .
قلتله وقتها إن كلامه خلى ربنا يصعب عليّا ..
تخيّلت ، لو كان كل الخوف ده من إنى أخذل إنسان واحد .. أمال ربنا بقى اللى طول الوقت بيخذل ناس بتثق فيه ثقة عدم الخذلان .. يا ترى حاسس بإيه؟
بعيدا عن رد فعل الناس سواء اللى بيسعفهم الوهم بالمزيد من الانتظار أو الصبر أو الرضى أو الأمل فى تعويض مناسب فى حياة أخرى .. أو اللى مبتعرفش تتحمل الخذلان ده فبتسحب منه الثقة .. الإله نفسه .. يا ترى هو حاسس بإيه؟
إحساسه وهو شايف ناس بترمى نفسها بين إيديه و مستنياه يلحقها فبيسيبهم يقعوا .. احساسه وهو شايفهم بيتدمروا تماما ، أو حتى بيقوموا و ينفضوا هدومهم و يرجعوا يثقوا فيه تانى .. إزاى مستحمل ده ؟
بعد تفكير ، خلصت لتصور بسيط ..   الله لا يقل عنّا تعاسة .

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

الفرح لا يقبل القسمة أصلا

هى
تصر على أن
الدنيا حُلوة
والناس رائعون
وأن الحياة عرض تمثيلىّ رائع
تتخلله بعض الأخطاء التقنية
من الممثلين والمخرج على حد سواء
يمكننا
بالنظر إلى الصورة الكبيرة
وبالقليل من التصالح
التغاضى عنها
ولكنها
بعد انتهاء النقاش على المقهى
وإجماع الأصدقاء
والعابرين
وعامل المقهى حاد الطباع
على ثبوت تهمة السذاجة
وبعد الكثير من الزحام فى رحلة العودة
بعد الكثير من العرق
وصراخ الباعة والعابرين
والنظرات الوقحة
والمضايقات
والخلافات الطفيفة مع سائق الأجرة
على الأجرة
وعلى الطريق الأقصر للبيت ،
وفى البيت
فى حيز خاص جدا من التفكير
تعترف
العالم ليس بهذه الروعة
ولن يكون
طالما لم نتمكّن بعد
من اكتشاف طريقة
لاقتسام كعكات الفرح
وتوزيعها بالتساوى
على الناس


ليوسف ، وحده لا شريك له

الأحد، 1 سبتمبر 2013

خلافات مع روح الكون

فاكر لما كنت واقفه أنا وهى فى البلكونة من قيمة أسبوعين ولا حاجة وكانت هى بتعيط وحاسه إنها هتسيبه قريب؟ فاكر كمية الوجع اللى كانت حاسة بيها ؟ طب فاكر الوجع اللى أنا حسيته عشانها؟
I made myself clear that day
يومها بصيتلك وبكل وضوح قلتلك " دى لأ ، دى إنت فاشخها بما فيه الكفاية ومن غير أى مبرر ، ومن كل السيناريوهات المحتملة لكيان عنده قدرة غير مشروطة على الخلق و التنفيذ ، إنت اختارتلها السيناريو "البائس" ده للحياة .. وعملت طوال السنين اللى فاتت على تغذية البؤس ده بحاجات هى مالهاش ذنب فيها ، ومش هتعرف تغيرها  .. ورغم كده هى مش ساخطة عليك إطلاقا ، وبتحاول ترضيك .
كانت علاقتها بالشخص ده نوع من الأمل فى عالم أفضل ، مصدر ضعيف للتوازن فى حياة مختلة أصلا ،سرسوب إيجابية فى وسط مستنقع الخراء اللى خلقتها فيه ده ..
طول الفترة اللى فاتت كنت بحاول أصلح العك اللى انت عامله فى حياتها من غير داعٍ ، بس هو انا هلاحق على ايه ولا إيه؟ وكمان وجودى أيا كان طبيعته مش هو المشكلة ، وبالتالى تكثيفه أو الإقلال منه أو تغيير طبيعته بأى شكل مش هو الحل ..
امبارح لما سابوا بعض كانت متماسكة كالعادة ، أو عاملة متماسكة من برّه كالعادة ، ومن جوه أنا وانت عارفين هى فين . فى الحقيقة أنا اللى نمت معيطة .. مش زعل عليها ، ولا زعل منُّه ، زعل منك إنت ..
قلتلك قبل كده " دى لأ "
انت كده دقيت المسمار الأخير فى نعش علاقة ميتة من مدة بالفعل .. مفتكرش إنها تفرق معاك ، وفى الحقيقة معادتش تفرقش معايا أنا كمان ، إنما وجب التنويه .

الخميس، 29 أغسطس 2013

عن الذى رحل

لو كان عايش النهارده ، كان زمانه تم 26 سنه ..
دى مش دعوة للتنكيد على النفس ، بس بالصدفة عترت فى تاريخ ميلاده ، إذن الموضوع يستحق وقفة ..



كان أول صاحب يموت ..
وقتها كان موت الأهل منطقى ،
لكن موت الصحاب بيهدم أى منطق فى الحياة ،
وده باعتبار ان احنا لسه صغيرين
شباب ،
ومش مفروض يكون ربنا إدى عناوينّا لملاك الموت ..

يوم ما اتقال انه مات  ، مكانش حد مصدق
بطلوا هزار البوابين ده - قلت
قالوا : ده مش هزار
ثم كانت صدمة
ثم عياط كتير
ثم كلام مالوش لزمة
ثم سكات طويل جدا
ثم اكتئاب .

هنا بقى وجب السؤال :
إزاى مات من غير ثورة ؟
والإجابة ،
مات أيام ما كان الموت سهل و مريح ومباشر
مكانش لازملك قضية عشان تموت ،
ببساطة : مات
ومكانش ساعتها اتوجد ذلك الجدل العقيم
ده كان معانا
ده كان معاهم
ده مات قتيل
ده راح شهيد
مات والسلام ، خلينا نقول حادثة

مش فاكرة سنويتك ، لكنّى فاكره إنه كان شتا ، كان نوفمبر لو لم تخنّى الذاكرة ..
وحتى ان خانتنى ، كده كده نوفمبر بيكرهنى قد ما بحبه ، وده مش شوية ،
وبعيدا عن كل ده
كل الحكاية ، إنى النهارده مشيت طريق ما وفكرنى بميلادك
فحبيت أقولك ببساطة ،  مش فايتك كتير .. كل سنة وانت مرتاح حيث كنت ، واحنا لأ

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

الفرح لا يقبل القسمة على الاتنين

عالشط
بنت قلبها يساع العالم الواسع
عمار بالفرح
بتتأمل فى بحر عنيف

فى البحر مركب
وفى المركب
جدع قلبه ما عرف الخوف
لكن برضو
ما عمر الفرح لو صدفة
عرفله طريق

يطير قلب البنّية 
بياض نورس 
وحرية عروسة بحر
يرفرف فوق قلوع مركب
مشافاش البر من مدّة
يودع شط دنيا عمار
ويرمى فى قلب متشقق من الأحزان
شوية فرح

تقوم تلقى المركب
اللى بالعافية شايل الجدع
اللى بالعافية شايل قلبه
اللى بالعافية شايل حزن
أكبر من بحور الأرض
غرق م الفرح 
مستحملش
وبين موجتين
قوام مات الجدع مبسوط

هناك عالشط
بنت 
مغروسة بحزنها فى الأرض
بتنوح وبتشاور لموج البحر

الأحد، 18 أغسطس 2013

رسايل إلى ريما - رسالة 4

عزيزتى ريما
مساء الخير
أكتب إليك مساء الثامن عشر من آب - أغسطس
من حجرتى التى لم أغادرها منذ بداية اليوم ، يومى الذى بدأ فعليا فى تمام السادسة عصرا ..
استيقظت من النوم على دوىّ طلقات الرصاص القادم من جهة ألف مسكن ، وعلى التليفزيون كان السيسى يحاول تدراك الموقف وامتصاص الغضب الشعبى .. هذا رجل يعرف كيف يخاطب شعبا كشعبنا ، وأتصور أنه نجح بالفعل فى استقطاب من بدأت "إنسانيتهم" فى "النقح عليهم" ، لتخفت نغمات التنديد بالعسكر التى بدأت تتعالى مؤخرا ...
بالأمس ، كانت أمى مازالت مستمرة فى التشفى فى قتلى الإخوان ، وفى أبناء القيادات الذين بدأوا فى السقوط تباعا ..
- ماما
- نعم
رفعت اللاب توب فى وجهها
- دى أسماء البلتاجى ، بنت البلتاجى يا ماما .. ودى مش ارهابية ، ومتستاهلش إنها تتقتل
تلاشى غضبها تماما واكتست ملامحها بالحزن
- لا حول الله يا ربى .. شابة صغيرة زى دى ليه أهلها يرموها فى المرار ده بس .. منه لله اللى كان السبب ..
.
.
.
اليوم ، يمكننى القول أن موجة القتلى و الجثث المحترقة تراجعت ، وحلّت محلّها موجة المعتقلين جُزافا والتهم الملفقة ..
صحفيون وأطباء من المستشفى الميدانى ، تتناقلهم الأيدى ويُزج بهم فى السجون وتنقطع أخبارهم .. ثم تنتشر صورهم كالنار فى الهشيم على صفحات النشطاء ومنها إلى صفحات السلبيين أمثالنا ..
ها أنا ذا يا ريما ، أمضى ساعات الحظر فى بيتى ، منزعجة من صوت الطلقات وصور القتلى ، وسفالة الإعلاميين و غباء الإخوان وتوحش الشعب الذى يتزايد يوما بعد يوم .. وأحلام الوطن المثالى والحرية وتقبل الآخر التى تحلق مبتعده عن كل هذا الخراب .. كل شىء مزعج ، وفى الوقت ذاته ، لا شىء يستحق أن أتحرك قيد أنمله فى محاولة تصحيحه .. الوضع عبثى بالكلية .. لا فائدة من أى شىء ..
وصباح الغد ، علىّ أن أرتدى ثيابا جذابة وابتسامة زائفة وأتوجه إلى عملى ، لأتجنب الحديث فى السياسة وأتملق هؤلاء الذين يرون فى فاتورة هاتف مرتفعة نهاية العالم .. أى جنون !

ريما .. أنا بدّى فِل ..

السبت، 17 أغسطس 2013

رسايل إلى ريما - رسالة 3

عزيزتى ريما
صباح الخير
أكتب إليك صباح السبت السابع عشر من آب - أغسطس
لم أغادر المنزل منذ عصر الأربعاء .. ومن المتوقع ألا أفعل قبل صباح الاثنين ، عائدة إلى العمل.
الوضع من سىء إلى أسوأ يا ريما، لم يعد الأمر متعلقا بأعداد الضحايا أو انتماءاتهم ، فالموت - يا صغيرتى - لا يوجع الموتى .. فقط يوجع الأحياء ..
منجل الموت يحصد الرؤوس فى نهم ، ولكنه يشق صفوف الأحياء كذلك ، يخلف صدعا سيحتاج لأعمار  فوق أعمارنا ليلتئم ويحطم فرص المواطنة الضئيلة المتبقية للأبد ، لن يستطيع هؤلاء العيش معا بعد الآن .. لم يعد فى الوطن ما يتسع للجميع يا ريما ..
أما القيم المجردة
الثورة
الدين
الحرية
فكلها تتلاشى بسرعة ..
قناعاتنا تتبدد يا ريما ..  كل ما بدا جميلا ذات يوم استحال كابوسا ..

سألتنى روضة بالأمس - وهى مؤيدة للثورة منذ اليوم الأول - عما إذا كان التقدير قد خاننا فى يناير 2011 ، لُمتها على التشكيك فى الثورة بشدة ، ولكن بعضا من الشك المحيط بسؤالها استقر بداخلى وعلى ما يبدو ، لن يغادرنى إلى الأبد ..
الشىء الوحيد الذى يتأكد يوما بعد يوما ،هو صحة قرارى بصددك ، أنتِ آمنة حيث أنتِ الآن .. أنتِ أفضل .. لا يؤرق وجودك السرمدى شىء ، ربما سوى خطاباتى المزعجة التى أصر أن أثقلك بها من آن لآخر ..
ربما أنتِ ، حيث كنتِ الآن ، أقرب إلى الله ، هلّا طلبتِ منه أن يفعل شيئا؟ أى شىء؟
محبتى
جنّه

الجمعة، 16 أغسطس 2013

رسايل إلى ريما - رسالة 2

عزيزتى ريما
مساء الخير
أكتب إليك عصر الجمعه السادس عشر من آب أغسطس
مازلنا فى البيت الكبير فى مصر الجديدة .. لم نغادره منذ أيام الآن .. آلآء تهوى بسرعة نحو قاع الاكتئاب ، فهى الوحيدة التى تؤيد الإخوان ، وتدافع عن "الشرعية" و "المشروع الإسلامى" وكل ما جر علينا وعليهم هذا الخراء .. فلتذهب الأيديولوجيات جميعها إلى الجحيم .. هانحن غارقون فى مستنقع من دمائنا ولا نجد سبيلا واحدا للخروج دون تمزيق المزيد من الجثث ..
الوالد بالطبع يأبى أن يدعها وشأنها ، يأبى مواساتها فى قناعاتها التى لابد وأنها تتخلخل الآن دون أى مساعدة من أيا كان .. يأخذ على عاتقه مهمة تنويرها و تأليبها على الإخوان ، وهى لاتملك إلا أن تتعاطف مع الجماعة التى احتوتها ، والتى تضم صديقاتها و أزواجهن و أطفالهن ، إلخ إلخ .. يصطدم الإثنان -أبى وهى- بما يقتضى تدخل أحدنا لفض نزاعاتهما من آن لآخر .
رائحة الموت الخانقة تزحف على الشوارع .. وكأنها كيان ثقيل يجثم على صدر البلد ..
وأنا .. حسنا أريد أن أتأكد أن كل من أعرفهم فى بيوتهم الآن .. آمنين حتى تذهب شهوة الدماء التى تملّكت رواد الشوارع كلها فسوّلت للمرء قتل أخيه ..
من آن لآخر يتعالى رنين هاتف آلآء ، حاملا أنباء عن توجه مزيد من أصدقائها و أسرهم للتظاهرات .. يتزايد قلقها ، وتغيم ملامحها أكثر ، وتنعزل أكثر ، ويتزايد شعورها بالخذلان من جميع المحيطين بها ..
وأمى أمام التليفزيون تتابع تطور الأحداث ، تتمنى أن يرسل الله طيرا أبايبل لترمى الإخوان بحجارة من سجّيل .. أتابع حنقها و سبابها وتعليقاتها الغاضبة على كلام المذيعات ، وأتعجب من أملها فى تدخل إلهى مباشر ، بل والأدهى أن يكون التدخل ضد من يحملون على عاتقهم نصرة المشروع الإلهى ، ويقاتلون تحت لواء الرب .
إنه العبث يا ريما .. العبث الذى يفوق إدراكنا جميعا ..
لم أعد أخشى انتهاء العالم قبل أن أراك ، ما أخشاه حقيقة هو أن أزج بكِ فى هذا العالم القذر فى لحظة طيش ثم أغدركما للأبد ..
أعلم أنك آمنة حيث أنت الآن ، فلنبق الأمور هكذا لحين إشعار آخر إذا ..
محبتى
جنّه

الخميس، 15 أغسطس 2013

رسايل إلى "ريما" - رسالة رقم 1

عزيزتى ريما
مساء الخير ..
أكتب إليك الآن من البيت الكبير فى مصر الجديدة ، لم يكتسب بعد وصف - البيت الكبير - فمازال سكّانه صغارا فى نظر أصحاب البيت - أمى و أبى .. ولم يغادره أينا لا لموت ولا لحياة جديدة ..
أكتب إليك من شارعنا الهادىء فى مصر الجديدة فى مساء الخامس عشر من آب - أغسطس ، وطلقات الرصاص تهدر بين الحين والآخر فى الخارج ..
أغسطس - الإمبراطور الرومانى الذى سمى الشهر الثامن الميلادى باسمه ، والذى اشتهر عصره بالسِّلْم الرومانى ، لقلة الحروب وازدهار الامبراطورية الرومانية .. حسنا ، هاهى طلقات الرصاص تهدر من جديد لتذكرنى أن تلك الأيام الهانئة انتهت منذ زمن بعيد و لم يبق لأغسطسنا سوى الدماء الممتزجة بوحل الطرقات ودوىّ الرصاص .. وصور الجثث التى تتزايد كل لحظة على الانترنت ، ومع كل صورة اسم ، ولكل اسم عدة حكايات .. ولكل حكاية أصل من الحقيقة تتناقله ألسنة الرواة .. ولكل لسان طريقة يقول بيها الحقيقة ..
أكتب إليك يا ريما لحاجة مُلحّة - قد لا تبدو عادلة بحقّك تماما - لمشاركة هذا الخراء الطافح مع أحدهم ، لاسيما أنتِ .. الباقون غارقون حتى أنوفهم فى الخراء ذاته ، أفكارهم تلوثت بالخراء والخراء المضاد ولم يعد هناك موطئ للمزيد من أى شىء ، حتى أولئك الذين يفتعلون اللامبالاة ، بداخلهم من خرائب الآمال التى حطمتها عبثية الأقدار بساديتها المعتادة ما ينضح بخراء مماثل على اختلاف الظروف والملابسات ..
العالم ينتهى يا ريما .. أخشى أن ينتهى العالم قبل أن أراكِ ..
ربما وصلتك رسالتى يوما ، وربما لا
ربما نجحت مشاعرنا فى الإفلات من صدرونا إلى كلمات دون الانغماس فى مستنقع الابتذال الذى يحيطنا من كل اتجاه ، وربما لا ..
ربما أفلحت الموسيقى فى خلق عالم آخر ، وربما تمكنّا من الفرار إليه، وربما لا ..
أنا لا أدخن يا ريما ، أنت تعرفين هذا جيدا ، ولكننى بحاجة إلى ما يحرق صدرى الآن ، ربما حينها يبدو هذا الضيق منطقيا ..
لن أسرد تفاصيل اليوم، ولا أعداد القتلى، ستعرفين هذا يوما ، وربما سألكِ أحد مدرسى التاريخ فى المدرسة الثانوية فى بجاحة عن أعداد قتلى أحداث اليوم ، وربما استدعانى ذات صباح يشكو من إصرارك العنيد على وصفهم بالقتلى لا الشهداء ..
القادم أسوأ يا ريما ، ونحن لا ناقة لنا ولا جمل فيما يحدث الآن سوى سادية القدر التى ألقتنا فى هذا المربع الدموى من الصحراء .

إلى أن نلتقى
جنّه

السبت، 10 أغسطس 2013

مشاهد - 3

المشهد السادس

بنت حاطّه فى ودنها سماعه ومفيش حاجة شغالة ..
هربا من الدوشة ..
مش عايزة حاجة فى ودنها غير السكات ..
واربع ولاد
بين التمنية و التمانتاشر
متفرقشِ
والصوت بيعلا بالغنا فى المترو
والبنت بتقرر للحظة تستغنى عن حب السكات
وتحس بالبهجة لأن وفى وسط كل القبح
لسه فى ناس
ممكن تغنى فى المترو
وتحقق بالنيابة عنها
الحلم اللى كان ممكن تموت م الكسوف قبله
وبهدوء
وبحركة عفوية
تبان و كأنها بتعدل القُصة اللى بتحاول تشوف النور
من تحت الحجاب الازرق
بتبعد السماعه عن ودنها
وفى وسط أصوات كتير
مابين بكا عيل رضيع على كتف خالته
خشخشة الغوايش فى دراعها وهى بتطبطب عليه بزهق
أف أفة أمه من الزن والزحمة
وصوت المترو عالقضبان
وصوت موبايل صينى بيرن بنمرة صاحبها مش عايز يكلمها
يبان صوتهم
بيغنوا
مهرجان شعبى
وبين الفرح و الحسرة
على بواخة شكل أحلامنا اللى سبناها
فراح غيرنا محققها على طريقته
وبحركة عفوية تانية
رجعت السماعة لودنها
وقررت بدل السكات
تدندن " كل ده كان ليه"
بصوت واطى لآخر الخط

الخميس، 1 أغسطس 2013

مشاهد - 2

المشهد الرابع : أحبّك حبّين ..

تتعالى الموسيقى الصوفيّة من جنبات المسرح الأثرى ، تختلج قسمات العازفين بالنشوة ، تتعلق نظرات البعض فى مكان ما بين السماء و الأرض ، يبتسم البعض للجمهور ، بينما يغمض آخرون - الأكثر انتشاء على الإطلاق - أعينهم تماما عن كل ما يحيط بهم ، تهتز قلوب الجميع بالموسيقى ، يتصاعد الإيقاع تدريجيا ، يزداد حماس الجميع ، يبدأ بعض الحضور فى عزف موسيقاه الخاصة بالتصفيق ، لتنتشر الحمى بين الصفوف ، وتتماشى تلقائيا مع الموسيقى .. مسرعا إن أسرعت هادئا إن هدأت .. حالة عامة من التناغم تسيطر على المكان ..
********
المشهد الخامس : لكم دينكم ولى دين

أحد فصول المرحلة الابتدائية من إحدى المدارس الإسلامية ، تكرم المعلمة إحدى الطالبات فيصفق الجميع ، لتقاطعهم المعلمة قائلة :
محدش يصقف .. التصقيف من عمل الشيطان، بدل ما نصقف ، نقولها الله أكبر ولله الحمد
يردد الجميع
" الله أكبر ولله الحمد "

الأربعاء، 31 يوليو 2013

مشاهد - 1

المشهد الأول : متى القلب فى الخفقان اطمأن

- وحشتينى
- ميرسى
- أنا بقولك وحشتينى مش بعزم عليكى بساندوتش ، دى جملة خبرية .. وحشتينى يا بنت
- طب مصدقاك .. تنفع دى؟
- لا والله ؟
 ***********
المشهد التانى : خصومة قلبى مع الله ليس سواه

- انتى عارفة؟ أنا عمرى ما اتمنيت حاجة من ربنا قبل كده غيرك .. كنت دايما بقول محدش عارف الخير فين ، فكنت بطلب من ربنا يعملى الخير وخلاص ، المرة دى أنا عايزك انتى .. وبطلبك من ربنا
صمت
صمت
صمت
بكاء
انفجار
- انت كده بتدينى أسباب أكتر عشان أكره ربنا !
ذهول محبط ، أو إحباط ذاهل
- استغفر الله العظيم .. ليه كده يا حبيبتى؟
- عشان بيلعب معاك نفس اللعبة اللى لعبها معايا وبيلعبها مع كل البنى آدمين ، بيسيبهم يتمنوا حاجات عمرها ما هتكون ليهم ، ويحلموا بيها ، وبالرغم انه عارف ده ، وبالرغم انه فى ايده يديهالهام ، بيسيبهم يضيعوا حياتهم ورا حاجات مبتجيش

*******
المشهد التالت : لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء

- فى يوم من الأيام اعتقد انى هرجع متدين تانى
- وأنا أعتقد انى فى يوم ما هعدى باب الإيمان المتوارب ، بس غالبا هيبقى ناحية الإلحاد ، مش ناحية التدين

الجمعة، 28 يونيو 2013

مشاهدات

بينوس - القرية الذكية - فودافون

معلقة بلاستيك مرمية على جمب ، جمب ال tray بتاعت المعالق
لامنها حد استخدمها ، ولاهى فضلت مع صحابها المعالق
كل الناس فاكراها مش نضيفة ، بالتالى محدش هيحاول يستعملها ،
بس الفكرة لو كانت فضلت معاهم ، كانت هتلاقى نفس المصير ، حد هياخدها ، يستعملها ، ويرميها فى الزبالة
يمكن هى اختارت - أو القدر اختارلها - الوحدة عشان تنجو من المصير الحتمى للمعالق البلاستيك ..
الزبالة

قلبى معلقة بلاستيك ، مرمية على جمب

الأحد، 9 يونيو 2013

الشخص الغريب - عن حسام البمبى




لا أعرف الشخص الغريب ولا مآثره
رأيت جنازة ، فمشيت خلف النعش
مثل الآخرين مطأطىء الرأس احتراما ..


بالنسبة لى ، كان حسام البمبى  ، واحدا من أولئك الذين يقترح عليك الفيس بوك إضافتهم  بناء على ما بينكما من أصدقاء مشتركين ، يظهر اسمه ضمن قائمة مختصرة على جانب صفحتك الرئيسية ، ربما قادنى الفضول أن أفتح صفحته مرة ، ولكنه لم يقدنى إلى أضافته .. فلم يتردد اسمه بين الأصدقاء كثيرا ، ولم أقابله أبدا .. أو لعلهم ذكروه ولكننى لم ألتفت .. من يدرى ؟
إلى أن استيقظت ذات صباح ، لأجد أن الموت اختاره دونا عن كل ولاد الوسخة كما أشار الكثيرين ..


 لم أجد سببا لأسأل
من هو الشخص الغريب
أين عاش وكيف مات


فقط راعتنى التعليقات التى وجدتها على صفحات الأصدقاء ، وقادتنى إلى صفحته مرة أخرى ، المزيد من الألم .. 
أمضيت نهارى أبكى شخصا لا أعرفه ، فقط لأنه خلف كل هذا القدر من التعساء ومضى ، ببساطة .. وبلا أى تأنيب للضمير ..
حادث سيارة؟
نهاية لا تليق بإنسان ، نهاية تليق بقطة شارع لا مأوى لها ، ولكنها لا تليق بشخص كان يملأ الدنيا ضجيجا منذ ساعات ..
الموت مربك جدا .. مصيبة الموت ، هى أن كل ما سيقال ، قيل .. ليصبح الصمت هو الحل الوحيد ..


فإن أسباب الوفاة كثيرة ، من بينها وجع الحياة ..


على صفحته ، نشر الأصدقاء آخر ما كتب عن اشتياقه لأبيه وأخيه المتوفى ، كان يغازل الموت فى قصيدته الأخيرة ، ويبدو أن الموت راقه ما وجده منه فاختاره .. ولبى هو  النداء ولم يفكر كثيرا ، فيمن سيشغل مقعده الخالى على المقهى ، فى دموع الأصدقاء ، وفى فحوى مكالمة لم يرد عليها متعمدا ، وأخرى فاتته ، ورسالة فى صندوق بريده الاليكترونى لم يعرف مرسلها أن الموت سيقرأها نيابة عن المرسل اليه ..


رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه
الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده
الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح


رحل حسام بهدوء ، تاركا الكثير من الصخب و اللغط حول صورته التى يدخن فيها الحشيش على صفحته على الفيس بوك ، تاركا لولاد الحلال القرار فى إغلاق صفحته تماما ، كما فعلوا لاحقا .. تاركا ثقلا عظيما فى أرواح الكثيرين .. 


ليس لدى من اليقين فى رحمة الله ما يجعلنى أدعو له بالرحمة ، ولكنه المنطق الذى يقضى بأن ينال شيئا من الراحة التى لم ينلها فى حياته .. فليرقد فى سلام إذا ، ولنمض نحن فى بحثنا عن سلامنا الخاص .

السبت، 8 يونيو 2013

ليل

أيهما سبق الآخر ؟؟ الليل أم النهار ؟

ربما يعيدنا السؤال إلى تعريف الليل ، وتعريف النهار ،
فإن ربطنا النهار بالشمس ، يصبح من البديهى أن يكون الليل قد سبق النهار ، فالليل هو الوضع الافتراضى قبل خلق الشمس ،
أما إذا اقترن النهار ، بالنور فى العموم  ، فإن الله نور السماوات والأرض ، لا زمن له ، و الكون إذا نهار سرمدى ، ذلك أن نور الله لا يغيب ..
نور الله .. لا يغيب ..
أم تراه يغيب ؟
ليس الكون نهارا سرمديا ..
فهناك ليل قد حل على الكون بالفعل ، منذ قرر الله الكف عن التدخل فى سير الحياة ، و اكتفى بمشاهدة الكون الذى قضى ستة أيام من وجوده الأزلى فى خلقه ، تلك المنظومة المحكمة ، التى ، خلقت ومنذ اليوم الأول لتسير بسلاسة فى طريق الفناء ..
لا بأس يا الله
لا بأس يا نور كل نور
أعلم كيف يبدو الكون تافها ومملا ، قرونا تلو الأخرى ، تتابع ذات الكائنات تكرر ذات الأخطاء ، ذات الأسباب تؤدى إلى ذات النتائج ، هذا عالم جدير بالهلاك فعلا .. ولكنه ، وبرغم كل شىء ،  أيا نور السماوات والآرض ، ذات العالم الذى خلقته فى ستة أيام ، وبدا آنذاك جديرا بالخلق ..
يا الله
لن أقل راعنا ، سأقول انظرنا
يا رب الكون .. انظرنا
يا نور السماوات والأرض .. انظرنا
يا ذا النهار السرمدى .. انظرنا

يا الله ، أما لهذا الليل من فجر؟



الجمعة، 7 يونيو 2013

أسموزية

ثلاثة أشهر انقضت قبل أن أعرف - بالصدفة  - نوع سجائرك المفضلة ، لسبب ما أثار التوقيت سخريتى بقدر ما أثار الحدث بحد ذاته حنقك ..
قبلها بقرابة الشهرين ، كنا على الهاتف ، تتحدث عن العبثية ، وأتحدث عن الحتمية ..
تتعجب من ظهورى فى توقيت تعده أنت الأسوأ على الإطلاق ، وأنحى شكوكى فى رحمة الله وفى حكمة القدر جانبا ، وأتشبث بإيمانى الأخير بأن كل شىء يحدث لسبب ..
أحكى لك نظريتى الصغيرة عن سريان السعادة بالتناضح (الأسموزية ) لا إراديا ، من الأسعد إلى الأقل سعادة ، حتى يصل الجميع للاتزان.. ألخص لك الأمر ببديهية أن "يصب المليان على الفاضى " .. لا تبدو مقتنعا ، لا تقتنع بأى مما أقول عادة ، ولكنك لسبب ما - أحسبه امتنانا آنذاك - تقرر ألا تجادلنى هذه المرة .. تصمت .. تصمت تماما .
ذات الصمت الذى ، بعد شهر لا أكثر ، هدم لى نظريتى من أساسها ، فالسعادة لا تسرى بالتناضح لا إراديا .. والأمور ليست دوما على أدنى قدر من البساطة التى تبدو عليها .. كنت أتابع انسحابك بداخل نفسك ، فأجد فى ابتهاجى الغير مبرر خيانة لحزن ، كنت أظن لسبب ما ، أن علينا اقتسامه سويا ، وهو الشىء الذى لم تسمح به أنت ، فانتقلت لى عدوى الصمت .. من جملة أشياء أخرى  ..

الآن ، وبعد انتهاء نظرية انتقال السعادة بالتناضح تماما ، أجدنا صالحين تماما ، لدراسة تناضح الحزن  .

الأحد، 26 مايو 2013

أثر الفراشة - عن نجلاء نتحدث

لو احنا صحاب ، فأنا أكيد أكيد كلمتك عن نجلاء قبل كده ، أكيد قلتلك إنها بنتى وإن انا اللى مربياها ، أكيد قلتلك إنها أقرب إخواتى - إن لم تكن أقرب الناس فى المطلق - ليا ، وثمة احتمال لا بأس به إنها تكون خرجت معانا - أنا وانت - مرة أو أكتر ، ورَوحت عملتلك آد عالفيس بوك وبقت صاحبتك عادى جدا .. صحوبية منفصلة تماما عن صحوبيتى ليك .

نجلاء أكتر حد بتصور معاه فى العالم ، أكتر حد من اخواتى بحبه يخرج معايا أنا وصحابى ، أقرب دماغ ليا - بديهى عشان انا اللى مربياها يعنى - ده غير اننا لو تغاضينا عن الفروق الطفيفة فى الوزن - حسبة عشرين كيلو ولا حاجة - فاحنا شبه بعض جدا .

نجلاء - كما تعلم على الأرجح - أصغر منى بست سنين ، بس هى أعقل منى أنا شخصيا ، وأرجل ، وأكثر تحملا للمسؤولية ، وأطول بالا ، وأقدر على مواجهة الخراء الأسرى متعدد الأبعاد اللى بنعيشه كل يوم ، والمشاركة بدور فعال فى تقليل حجمه والسيطرة على تبعاته ..
نجلاء بتقول على نفسها " تينكر بل" ، يعنى الحد اللى عارف مكان كل حاجة فى البيت ، ومكان كل حاجة مش فى مكانها فى البيت ، فى بينها و بين الأشياء المفقودة كيميا ميعنة ، عندها بوصلة داخلية بتعرفها كل حاجة ضايعة مستخبية فين - بل وأحيانا مين اللى جابها هنا .نجلاء الحد اللى عارف إزاى كل الحاجات بتشتغل ، وليه أى حاجة ممكن تعطل ، وإزاى يمكن إعادة تشغيلها كأفضل مما سبق ..

نجلاء هى الحد اللى ممكن تروح تتكلم معاه و انت مخنوق فيسمعك - واخد بالك؟ يسمعك ، يعنى ميهزش راسه لحد ما تخلص كلامك ويقولك معلش فى الآخر ، يعنى ميحاولش يقاطعك ، يعنى ميقولش انت الغلطان ، وميقولكش أنا قلتلك م الأول - ويتطوع بتقديم حلول بتكون بنسبة 80-90% فعالة فى حل الموقف أيا كان .. أو تقديم دفعة معنوية تخليك انت من تلقاء نفسك تتوصل لحل مشاكلك حل فعال .
نجلاء حضنها من أجمل الحاجات اللى ممكن تحصل لأى حد بيعيط ، والوحيدة اللى ممكن تاخد طلبك فى إنك تسمع حدوتة قبل ما تنام بجدية فى البيت القمىء ده ، اللمعة فى عينيها وانت بتحكيلها مغامرة ما - لو اتعرفت ممكن تكلفك حياتك - مبهجة أكتر من المغامرة نفسها ، يقينك التام من ان أى حاجة هى بتعرفها بتترمى فى بير مالوش قرار ومبتطلعش تانى ، تلك الطمأنينة الأبدية بينكما أن سيفان سيفك ، وصوتان صوتك *1 ، يقينك بإن أى حد هيحاول يتآمر عليك قدامها هيتفشخ ، احساس ان فى حد ف ضهرك .. فاهم؟

نجلاء هى خفة الأبدى فى اليومى ، أشواق إلى إعلى ، وإشراق جميل*2 ،
نجلاء يعنى يأس يضىء ولا يحترق*3
نجلاء يعنى حاجات كتير جدا متتقالش ..

وعلى عكس ما يبدو ده مش إعلان جواز ، دى حالة من الامتنان ان البنى آدمة دى بتقاسمنى البيت والفراش
نجلاء .. انتى عارفه

*1 من قصيدة لا تصالح - أمل دنقل
*2 من أثر الفراشة - محمود  درويش
*3 الجميلات - محمود درويش

الأربعاء، 8 مايو 2013

عن التى أحبت ابن نوح

فى اللحظة الأخيرة ، وبينما كان نوح منهمكا فى أن يجمع من كل زوجين اثنين ،
وبينما كانت القرية الظالم أهلها غارقة حتى أذنيها فى تبادل الاتهامات والاستعداد للطوفان ،
كانت هى تذرع كوخها جيئة وذهابا ،
سيرحل أهلها عما قريب فيمن سيرحل مع سفينة النجاة ،
وسترحل معهم ،
وسيبقى هو هنا ..
آه يا يام العنيد
لا بأس من محاولة أخيرة ..
تسللت من الكوخ مستغلة فوضى استعدادات الرحيل ،
وباتجاه البيت الذى غادره صاحبه منذ الصباح ليستعد لنهاية العالم ، سارت بخطى متعثرة
طرقت الباب ، مرت لحظات ، وفتح الوجه المرهق
- كنعان
- نعم
قالها بجفاء وأولاها ظهره ومضى إلى الداخل ، كانت تعلم أنه باق ، وكانت تعلم أنه يرى فى مغادرتها خيانة ، خيانة له و خيانة لشكوكهما المشتركة ، وكانت ترى فى بقائه خيانة للحياة ذاتها ..
- انت لسه مصمم متجيش معانا؟
- وانتى لسة مصممة تعيشى دور المؤمنة  وتريحى عقلك من الأسئلة وتركبى سفينة النجاة؟
راعها صدقه .. صمتت وأطرقت ..
- انت مش فاهم ، ادينى فرصة اشرحلك ، انت ممكن تاخد شكوكك معاك عالمركب ، ممكن تاخد أسئلتك و حيرتك معاك على ضهر المركب و تيجى معانا ، ولما نرسى ندور عالإجابات سوا .. لكن ، كده أسئلتك هتغرقك ، ومش هتلاقى فى ضلمة البحر ولا فى ضلمة الموت إجابات .
- والمطلوب إيه دلوقتى؟ أقول آمنت؟ أكفر بعقلى عشان أعيش؟ وبعد ماعيش؟
صمتت ..
- ما تردى؟ لما أديكو عقلى وأقول آمنت بحاجة انا مش مصدقها، مش كده أبقى اديتكو حياتى تعيشوها بدالى؟ تفرق فى إيه ضلمة البحر عن ضلمة الموت عن ضلمة الجهل؟ ولا حاجة .
فى استعطاف قالت
- كنعان ، يمكن أنا مش أحسن واحدة تقنعك ، بس مفيش وقت للأسئلة .. مفيش عمر للأسئلة ، ممكن تيجى معانا دلوقت وبعد الطوفان تقعد مع أبوك و تسأله فى كل اللى محيرك .. ولو مجاوبكش ، يا سيدى ابقى انتحر !
- انا مش عايز انتحر ، الموت مش الغاية .. الغاية الحياة ، حياتى أنا مش حياتكو انتو .. والموت اللى عايزانى أهرب منه للسفينة ، يجوز يكون مستنينى أول مانزل ، وساعتها هكون خسرت نفسى .. روحى انتى مع أهلى و أهلك .. ريحى بالك من أسئلتى الكتير .. سلمى أمرك لله .. سلمى عقلك لله .. وسيبينى هنا ، أنا هفكر ، مين عارف؟ يمكن ربنا يقدر إنى عايز أجيله بالطريقة الصعبة ومغرقش ، ونتقابل بعد كام سنة من النهارده ، وتكونى انتى زى مانتى على شكوكك ، وأكون أنا آمنت ، ويكون أبويا اللى نجى من الموت النهارده ، مات ، وساعتها هشرحلك الايمان زى ما لقيته.

كانت تعلم أن فرصة نجاحها فى اقناعه تماثل فرص نجاته من الطوفان ضعفا ..

- كنعان..
- اسمعى ، عقلى لو خنته و جيت معاكو ، لو جيت أشغله بعد كده مش هيشتغل .. أنا مش جاى معاكو .. أنا هطلع الجبل ، عشان أشوف الطوفان من فوق .. وأشوف الدنيا كلها من فوق ، زى ما الرب شايفها ، يمكن هناك أقرب للحقيقة .. يمكن هناك أفهم ..

لملمت حججها الواهية ، وألقت نظرة أخيرة على من سيلقمه البحر بعد قليل ، ودارت عينها فى الدار لتستقر على التنور ، هنا بدأ كل شىء ، هنا أصدر الرب قراره بهلاكه.. بهلاك الجميع ، ربما ، يستحق أحدهم فرصة ثانية ، ربما استحق كنعان مزيدا من الوقت ، فقط لو المزيد من الوقت ..

الثلاثاء، 7 مايو 2013

وكل شى بيخلص حتى الأحلام - تداعيات



فى اللحظة التى تأكدت فيها من حبى لك ، كان فضل شاكر يغنى " أنا اشتقتلك "

بعدها بعام بالضبط ، وفى عيد حبنا الأول ، انقطعت الشوارع و الهواتف والسبل .. كانت قوات الأمن و الموت و القلق فى كل مكان .. أتذكر انقباضنا ، أتذكر استماتتى فى محاولة الوصول إليك ، وصولى إليك فعلا .. أحلام الحرية ، ورغبتى الخفية فى أن تفاجئنى بمكالمة من الميدان ، مثلا !
لم تنزل الميدان
وانفصلنا يوم الانتخابات الرئاسية
 بعد اعتزال فضل شاكر الذى غنى لنا يوما " أنا اشتقتلك  "

الأحد، 28 أبريل 2013

اسكندرية وكفى بها نعمة

سجل يا تاريخ
إنه فى يوم السبت الموافق 27-4-2013
كانت زيارتى الأولى لاسكندرية ..



أول ما عدينا البوابات اللى أصريت إنى أصور كلمة اسكندرية اللى اتكتبت عليها ، كنت محتاجة حضن ..
أمانى كانت أكتر واحدة فاهمة طبيعة "التجربة الأولى" وكانت الوحيدة اللى مش بتتريق ، على إن فى انسانة طبيعية عندها 25 سنه إلا حاجة بسيطة ، لسة بتزور اسكندرية لأول مرة فى حياتها النهارده ..

كان فى سؤال غبى بعدها طبعا : هو فين البحر؟
مش هحكى عن التريقة ، بس اللى اتقالى اننا فى العامرية و ان البحر نشوفه كمان نص ساعة كده ..
كنت عايزة أصور كل حاجة .. أمانى قامت بالواجب طبعا  مع ان هذا لم يمنعنى من بعض الصور بكاميرا الموبايل التعبانة نوعا ،
بعد شويه حويت قاللى شايفة البحر؟
بصيت قدامى ، لقيته ..
بحر اسكندرية ..

لحظة ما شفت البحر اتأكدت إن ليا جذور سكندرية ، برغم أبويا القاهرى أبا عن جد  لآخر أسلافه ، وأمى الصعيدية أبا عن جد لآخر أسلافها ، حسيت وقتها إن جذورهم مش بالضرورة تكون جذورى ، ممكن تكون الجذور حاجة من ضمن الحاجات اللى بختلف فيها عن أهلى ، أنا بالقطع سكندرية الأصل .. سكندرية الروح و كفى .

مكانش فى كلام كتير مع البحر بس كان فى كلام كتير اتقال قدامه ، وكلام أكتر متقالش ، وكان فى غنا ..
شهقة الموجة الأولى اللى بوظت رجل البنطلون واضطرتنى للتشليح قليلا .. الحفا عالصخر .. الميه .. حالة من البهجة ..
الشاى بلبن على "ساعة لقلبك" عالبحر .. والسندوتشات اللى اتهرينا تريقة بسببها و نفعت فى الآخر ..
الضحك .. الضحك الكتير فشخ بقى ..

لما يحيى جابلنا غزل البنات وكلناه عالبحر ، كان حاجة مش ممكن تتوصف ، يمكنك لو بتميل لتسطيح الأشياء و عدم تحميلها أكثر مما تحتمل ، أن تدعى إن غزل البنات مش ممكن طعمه يختلف من مكان للتانى لأنه فى النهايه " سكر " .. خلصنا ..
ولكن السكر مع ريحة الملح فى الهوا .. بيبقى أحلى .. ومن غير ريحة الملح ، غزل البنات بتاع امبارح كان أحلى غزل بنات كلته فى حياتى ..

العمارات اللى الرطوبة و الملح نحتتها وشققتها واللى شكلها بيوحى إنها " هتقع كمان تلت ساعة بالظبط" على رأى حويت ، كانت جميلة .. المية المدلوقة عالأرض ، برك صغيرة جمب الرصيف كان ليها قدسية ، فقط لأنى كنت بحس انها ممكن تكون ميه مالحة ..

واحنا مروحين مسمحتش لنفسى اتضايق اننا مروحين ، قررت إنى هاجى تانى قريب ، وقررت إنى غالبا هعيش هنا لوحدى فترة لا بأس بها من حياتى .

الخميس، 11 أبريل 2013

غضب

أنا عارفه إن ده رخص و ابتذال ، بس القدر بيلعب معايا نفس اللعبة الرخيصة .

كان منطقى إنى أحس بيك لو بعدت واحنا مع بعض ، إنى أفهمك بمجرد ما أبصلك ، إنى أعرف إنك متضايق من " ألو" .. إنى أعرف لوحدى إن فى واحدة تانية ، وتالته .. كل ده قد يبدو - فى ظروف استثنائية زى ظروف علاقتنا - لائق و منطقى ..
لكن إن الرابط ده يفضل لحد دلوقتى وبعد كل ده ؟ وإن قلبى يفضل ياكلنى عليك لحد دلوقتى؟ وإن لحد النهارده إحساسى بيك ميخونيش لحظة ؟ ده بقى الرخص بعينه ..


عزيزى ربنا ، كفاية بقى ..
انت وضحت الأمر وضوح الشمس ، اللى انت عايزه - واللى انت عايزه بس - هو اللى بيكون .. مش محتاج تثبتها أكتر من كده ، ومش محتاج تعاقبنى أكتر من كده .
كفاية .. متبسطهاش أكتر من كده ..

الجمعة، 5 أبريل 2013

دائرى السلام - كل هذا القبح


فى الرحلة اللانهائية من مصر الجديدة - حيث أسكن - إلى القرية الذكية - حيث أعمل - يصادف أحيانا ونسلك دائرى السلام ..
وبالرغم من أن الطريق معروف بالنسبة إلى ، وأنه كان طريقى شبه اليومى على مدى ثمانية أشهر هى المدة التى قضيتها فى عملى الحالى ، إلا أننى لم ألاحظ الأمر سوى اليوم ..
كل هذا القبح ..
كل هذه البنايات ذات اللون الكالح المائل إلى الإحمرار .. المتفاوتة فى الطول والعرض ، المتباينة التصميم ، والتى لا يوحدها سوى أنها "عالطوب الأحمر " ..
لم أدعى يومى أننى أفهم شيئا فى المعمار ، ولا يمكننى ادعاء أننى أتمتع بحس جمالى مرهف إن كان هذا ما يدور ببالك ، ولكنه قبح لا تخطئه العين .. عشوائية صاخبة تؤرق الناظر وتصيبه بالاكتئاب .. هذا ضجيج بصرى ..
لا يعنينى كثيرا حقيقة كون تلك الأشباح ، تلك المقابر الرأسية ، مرخصة أم لا ، ففى كلتا الحالتين تؤرقنى حقيقة أن هناك " شخص ما " أشرف على إنشاء تلك الكوابيس ، مع علمه التام أن ثمة احتمال أن يسكنها " بشر " ..  هناك شخص ما انهى تعليمه العالى بكلية الهندسية ليشرف على إنشاء " مسوخ " بمثل تلك البشاعه .. ليبدأ فيها آخرون حياتهم ..
أعى تماما أن آخر اهتمامات الحكومة هو الإشراف على الجانب الجمالى من المعمار المدنى وبالخاصة فى مثل تلك المناطق ،   أعى أن سن قانون ليحدد طبيعة المعمار فى المجتمعات السكنية الجديدة ، ليس فقط من حيث استيفاء شروط الأمان والخدمات وخلافة ، بل و من حيث الالتزام بمستوى معين من الجمال ، المطلوب لتنشئة نفوس سوية ، هو عبث يقارب الجنون ..
ولكننى أعول على جيل جديد من المهندسين ، يملك ولو القدر الأدنى من الحس الجمالى ، بل سمها الرحمة إن شئت ، الرفق ،بمن قدر لهم أن يملئوا هذا القبح ضجيجا ..

الجمعة، 22 مارس 2013

عربية السيدات - حجيم التاء المربوطة

مقدمة :
ركوب المترو تجربة ثرية جدا ..
من زمان وانا بوعد نفسى انى هيجى عليا يوم هنزل من بيتنا بهدف واحد لا غير ، إنى أركب المترو رايح جاى لآخر الخط ، أقعد فى ركن كده ، واتفرج ، وأروح البيت أكتب بدينى ..
طبعا لاسباب غير معروفة عمرى ما وفيت بالوعد ده إلى يومنا هذا ، لكن بكتفى بتجديد النية فى كل مرة بركب فيها المترو ..

عن عربية السيدات نتحدث ..

الامتياز اللى مفيش دكر فى مصر مش باصصلنا فيه ، وشايفه - لسبب ما انا كجنة مش مستوعباه - حاجة حلوة ..
عزيزى الدكر .. انت مش مدرك حجم المعاناة !!

عن تجربة شخصية : لما بركب فى عريبة مختلطة عادية ، الناس بيبقى عندها فكرة عن مفهوم المساحة الشخصية ، بالرغم من الزحمة و العرق و القرف و حركة المترو المفاجأة اللى ممكن تقلب أى حد فى حضن اى حد فى أى لحظة ،  آدميتى / أنوثتى بتتاخد فى الاعتبار ،  عمرى فى حياتى  ما حد اتحرش بيا فى المترو - ملحوظة : كنت بستعمل المترو على أساس يومى لمدة تلات شهور فى فترة  ما من حياتى - وعمرى ما اتهنت كبنى آدمة إلا فى عربية السيدات !!
الستات بتفترض إن مدام كلنا ستات فى بعضينا مفيش أى مانع انها تفعص دين أمى فى أى كورنر شاءت ، عشان هى تقف مرتاحة أكتر .. مفيش مشكلة انها تلزقنى فى باب أو شباك او تدوس على رجلى أو تشد إيشاربى أو تحط إيدها على مناطق من جسمى أمى نفسها لا تجرؤ على لمسها من يوم ما بقى عندى 5 سنين ..
مفيش أى مشكلة انها ترمى ابنها - اللى بيتراوح طول بربوره بين 10 و 20 سم حسب تغير الفصول - عليا .. بدعوى اننا كلنا ستات زى بعضينا وكلنا امهات بالفطرة و كدزه ..

طب بلاش .. بلاش الزحمة و التفعيص .. بلااااااش

بالنسبة للشوبينج سنتر اللى دايما مفتوح فى عربية السيدات؟
وسع وصلى عالنبى ..
أدوات مطبخ؟ موجود
مكياج؟ أساسى
اكسسوار؟ ليه لأ
مناديل؟ طبعا ، ده فرض عين على كل أنثى ان يكون فى شنطتها علبة مناديل ، اللى معهاش مناديل فى شنطتها هى كائن منقوص الأنوثة إلى أن يثبت العكس ..
لعب أطفال؟ أكيد

كتب دين؟ عندنا ، الحجاب قبل الحساب و كدزه

لبن العصفور؟ وجب
رز وملوخية؟ أقل حاجة


ايييييييييييه يا جدعان فى ايه؟ الفكرة ان الناس دى مش موجودة فى العريبات التانية بهذا التواجد الكثيف .. ليه؟ عشان عارفين حالة التسوق اللاإرادى اللى عند الستات عموما ..

وبناء عليه :

عربية السيدات أكثر ازدحاما من العربيات المختلطة لأسباب تتعلق بتعداد الإناث و الذكور ، بالاضافة الى الناس اللى بتبيع الحاجات واللى غالبا وجودها بيزود الزحمة و البلبلة لأن ال "تحرش-فوبيا" اللى عند المصريات كفيلة بخلق حالة عامة من الفوضى لدى تواجد اى ذكر فى محيط أنثوى زى عربية السيدات ..
بالاضافه للحر و للعرق و الخناق و الشتايم و الستات ام جلاليب سودة اللى بيطلعوا يفرشوا الملاية لبعض و يتباهوا بقدراتهم على الردح .. ده غير الليبراليه المثقفة اللى دايما دايما بتتخانق مع السمج اللزج السطحى البأف اللى خد صاحبة وقرر يركب عربية السيدات عملا بمبدأ عادل إمام " أهو غلاسة كده " .. وشلة بنات الجامعه / المدرسة الكبيرة اللى بترغى و تضحك بأعلى صوت ممكن ، واللى واقفة لوحدها بتكلم حد فى التليفون كأنها بتكلم خالها فى الكويت من تليفون عم عرفة البقال ، وواحدة معاها عيل مبيبطلش عياط لأسباب غير معروفة ، وواحدة عجوزة بتشتم فى كل اللى حواليها عشان محدش قام عشان هى تقعد ..

خلاصة الكلام : السادة الرجال ، لو حارقاكو أوى عربية السيدات اتفضلوها والله متغلاش عليكم ، انتو مش متخيلين حجم البلاوى اللى هى حايشاه عنكم .. خللوها ، احشوها ..
ولا أقولكو؟ اعملوا عربية للرجال فقط ، وأنا هبقى أركبها معاكو .. " أهو غلاسة كده " .

الأحد، 17 مارس 2013

أصعب سؤال



أصعب سؤال ..
لما بتيجى تقوللى احكيلى عن نفسك ..
بتلخبط أوى
ولا ببقى عارفه أحكى ايه وأخبى ايه ..
وغالبا
ببدأ بحاجة مكانش ينفع تتحكى
واما بلاقيك مش فاهم ..
بتلخبط زيادة
طيب .. هقولك
كان فى بنت و حلم وشباك ..
وكان فى .. ورق وأقلام وناس كتير
وكان فى شوارع طويلة جدا .. مبتوديش على أى حته
وكان فى بيوت .. مقفولة
فهمت حاجة؟
طيب متسألنى السؤال بطريقة تانية؟
ولا أقولك ؟ أحكيهالك بشكل تانى ..
كان فى بنت بتطير حلمها من الشباك ..
وقابلت ناس كتير .. وكتبت كلام كتير ..
ومشيت شوارع طويلة جدا .. مودتهاش على أى حته
لأنها مكانتش بتحب البيوت المقفولة ..
فهمت حاجة؟
بقولك ايه ؟ ما تيجى نغير الموضوع؟

السبت، 16 مارس 2013

فانتازيا 2




الأوضاع الآخذه فى التصاعد تثير قلق الجميع ، كما تثير قرف الجميع أيضا ..
ثم فجأة ، يبدأ الأمر  من العدم
يتوفى قائد الجماعة المحظورة فى ظروف غامضة ..
يتبعه رئيس الحزب الحاكم
ويتساقط رؤساء أحزاب اليمين المتطرف كالذباب ..
التحقيقات تقوم على قدم وساق ولا تستبعد الشبهة الجنائية ..
يختلف الأطباء فى أسباب الوفاة ، لكنهم يجمعون على أنه أمر لم يتعاملوا معه من قبل ..
لابد وأنه فيروس معين
إجراءات صحية صارمة
تتسع الدائرة لتشمل قيادات الحزب والجماعة ..
تتوالى الوفيات بشكل هيستيرى ..
المثير فى الأمر أنه لا يصيب سوى الحزب الحاكم و الجماعة والأحزاب المؤيدة ، بشكل تصبح معه الشبهة الجنائية هى التفسير الأقرب إلى المنطق  ، وفى ذات الوقت هو الأكثر استحالة فى الاثبات ..
بعدها بفترة قصيرة ،
يغادر الرئيس البلاد بحجة توطيد العلاقات المصرية السنغافورية ودعم الاستثمار المشترك ..
تتعالى همهمات الصحف عن فيروس عجيب لا يصيب إلا تيار سياسى بعينه
فى سابقة فى التاريخ الانسانى بأكمله
تتغير ملامح الشوارع سريعا
يتنصل الكثيرون من انتماءاتهم فى محاولة يائسة للهروب من هذه اللعنة الخفية
لكن هذا " الشىء " أيا كان يعرف ما يفعله جيدا ، وهو انتقائى جدا ويعمل بدقة لا متناهية ..
يعوى الاعلام الرسمى بمؤامرات صهيو - أمريكية لتدمير الأمن القومى بمصر
يستعيد جهاز الأمن الوطنى أمجاد "امن الدولة " المفقودة ، ويقرر الرئيس - من موقعه فى ألبانيا حيث يتباحث الآن أقصر الطرق لتنشيط العلاقات المصرية الألبانية - الاستعانة بخبرات الحرس القديم وترميم مملكته المتهدمة ..
يستغل هؤلاء الفرصة الذهبية للانتقام من الثوار
اعتقالات عشوائية
حظر تجول
والكثير من التعتيم الاعلامى و الكبت الصحفى
ظلام حالك
الكثير من التهم الملفقة
يصبح الكلام تهمة يعاقب عليها القانون
الكثير من الاستجوابات
وفى نفس الوقت ، تشتعل جذوات ثورة جديدة بالرغم من كل شىء
الكثير من الاضرابات
والكثير من الاعتصامات
وجرت دماء كثيرة فى نهر الطريق ..
وذات صباح ،
تنامى إلى الشعب الجائع للحرية خبر وفاة "الرئيس"
هناك فى استراليا حيث كان يدرس عن كثب التجربة الرائدة فى مجال تنمية الأغنام ..
فى ذات اليوم ، تخرج الحشود إلى الشوارع ، لتعلن انتهاء مملكة الظلام .. وبداية عهد جديد ..
تنطلق الشرارة الأولى مرة أخرى من ميدان التحرير .. وتسرى طاقة الحرية فى طول البلاد وعرضها ..
ليشرق فجر عهد جديد من الحرية ، على شعب أكثر نضجا .. أدرك أخيرا أن الحرية لا ثمن لها سوى الدماء .

الخميس، 14 مارس 2013

bill and charge

يمكننى ، على مقياس من 1 إلى عشرة ، تقييم عملى بعشرة درجات كاملة  ، من حيث الأقرب احتمالا للتأثير فى حياة أشخاص لم و لن تعرفهم يوما ..
على مقعدى المريح وأمام الكمبيوتر الذى يحمل شعار الشركة كخلفية لسطح المكتب ، وبين الكثير من الأعلام الحمراء ، على بعد ذراع او أقل من مج القهوة الذى لا ينتهى .. تبدأ المكالمة .. تهمس جين بكلمتها السحرية .. فتتحق تلك الرابطة السحرية .. تتلاشى المسافات فى لحظة ، فلا يبق سوى اثنين من بنى آدم .. لا يعرف أيا منهما الآخر ولم يلتقيا يوما، ويطلب أحدهما مساعدة الآخر ..
ناتالى فى الخمسين من العمر ، لها لهجة محببة ، وهى مهذبة جدا و لكنها كثيرة الجدل .. وفاتورة ناتالى بقيمة 76 جنيه استرلينى ، فى حين أن اشتراكها الشهرى لا يتجاوز اثنى عشر جنيها استرلينى .. والسبب بسيط .. مكالمات زائدة ..
ناتالى فى حالة من الجزع ..
هى حريصة أتم الحرص على أن تعرف عدد الدقائق المتبقية لها من حزمتها الجديدة ، إذ اضطرت لتغيير الحزمة فور إدراكها للرقم "الخرافى" الذى ستدفعه هذا الشهر .. وهى فى أتم الغنى عن مأساة مشابهة الشهر القادم ..
أؤكد لناتالى أنها بالكاد استخدمت هاتفها منذ تغيير الحزمة ، وأشرح لها كيف يمكنها متباعة استخدامها فى المستقبل ..
- أنا فقط لا استطيع استيعاب فكرة أننى تحدثت بما يوازى سته أضعاف ما أتحدثه فى العادة .. أنتِ تفهمين ما أعنيه أليس كذلك ؟ ولكن مادامتم تؤكدون هذا أنا أصدقكم .. أنا فقط مصدومة .. لم أكف عن البكاء منذ سمعت هذا الرقم .. أنا أم وحيدة وأنا بحاجة إلى الهاتف لمتابعة صغارى .. أنتِ تفهمين هذه الأمور ..
وبدأت فى البكاء ..
أنت لا تفهم معنى أن يبكى أحدهم من فاتورة هاتفه مع شخص لا يعرفه ..
كم من اليأس يلزم شخصا ليبكى على الهاتف مع موظف خدمة عملاء لأنه لا يستطيع دفع فاتورة؟
غالبا هو ذات القدر الذى يلزمك من الإنسانية لتساعده لو كنت فى مكانى ..
- ناتالى انتظرى معى قليلا سأرى ما بوسعى فعله ، ربما بإمكاننا الحصول على تخفيض ما عن تلك الفاتورة ..
أضع ناتالى على الانتظار وأتأمل ملفها .. ناتالى عميلة مثالية منذ 2005 ، طالما كانت فاتورتها فى حدود الخمسة عشر جنيها  ، سجلها نظيف خالى من المشاكل .. عزيزتى ناتالى ، اليوم هو يوم سعدك !!
- حسنا ناتالى أحمل أخبارا جيدة .. سنغطى 50 جنيها من فاتورتك لهذا الشهر .. بالتالى لن تدفعى سوى 26 جنيها ..
- أنت تمزحين أليس كذلك؟
قالتها غير مصدقة ، بفرحة لا يمكننى وصفها ..
- لا .. لا مزاح هناك ، لقد عدلت فاتورتك توا ، وأضفت المبلغ المطلوب ..
- مستحيل .. أنت لن تتعرضى للمتاعب بسبب هذا ، أليس كذلك ؟ ربما طردوك بسبب هذا .. فكرى ثانية ..
- مطلقا ، لا مشكلة هناك
- متأكدة أن ما تفعلينه لن يؤثر عليك سلبا بأى حال من الأحوال؟ أنت شخص لطيف حقا وأنا لا أقبل لك بالأذى ..
- صدقينى لا مشكلة هناك ..
- أنا لا أدرى ما يمكننى قوله حقا  ، ولا يمكننى التعبير عن امتنانى بما فيه الكفاية أنتِ رائعة .. رباه سأبكى ثانية ..
- أرجوكِ لا تفعلى ، سأبدأ أنا الأخرى فى البكاء ، وهنا قد أقع فى مشكلة حقيقية ..
- حسنا لا داع للدراما إذا .. لقد كانت مكالمتى معك اليوم هى أروع ما حدث لى على الإطلاق ..
- لقد كانت مساعدتك أروع ما فعلته اليوم ..
ضحكت من قلبها .. وضحكت أيضا .. وأنهينا مكالمتنا بأمنياتنا إحدانا للأخرى بأمسية لطيفة ..
بالرغم من كل شىء ، وبالرغم من الكثير من المكالمات المثيرة للأعصاب ، تغدو مكالمة مثل هذه سببا كافية للمتابعة ..

الأربعاء، 13 مارس 2013

رسالة إلى شيزوفرينيا ..

عزيزتى شيزوفرينيا .. 
مقدرش أنكر إن انتى أول عالم افتراضى خلقته فى حياتى .. اكتشفت فيكى قدرتى على الخلق ، على الكتابة و على التخيل ..
مقدرش أنكر .. انك أول مكان حسيت بالالتزام ناحيته ، أول مكان عرفت فيه ناس كتير .. أول مكان عرفت فيه نفسى .. أول مكان كتبت فيه لما حبيت ، وأول مكان كتبت فيه لما اتكسرت .. 
أنتِ الأصل !
لكن .. 
انت المكان اللى مالياه الذكريات حد الاختناق .. انتى أكيد فاهمانى .. يمكن من بعد التدوينة الأخيرة وانا مش عارفه أكتب .. فيكى تانى..
شيزوفرينيا أنا مش هنساكى .. ومش هنكرك .. بس كمان .. مش هقدر أهوب ناحيتك تانى .. 
محتاجة براح أكبر .. 
عشان كده مش عايزاكى تغيرى من شبابيك .. انتى أكتر واحدة عارفة أنا بحب الشبابيك قد ايه .. وعارفه انى كان نفسى أول كتاب أنشره يبقى اسمه شبابيك .. 
عزيزتى شيزوفرينيا .. 
أنا بحبك أوى .. بس زى حاجات كتير أوى ف حياتى .. مضطرة أحبك من بعيد لبعيد ..

ملحوظة .. هيفضل ال link بتاعك فى ال favorites عندى ما حييت ..

محبتى
جنه